طالب الناطق باسم الحكومة اليمنية بتشكيل لجنة تحقيق تكشف ليس فقط من خططوا للهجوم على مطار عدن، بل كذلك من سهلوا هذا الهجوم، وسط إدانات دولية، في حين شنت طائرات التحالف غارات على مواقع للحوثيين في صنعاء. وجاء طلب التحقيق عقب توجيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإنشاء لجنة للتحقيق في تفجيرات أمس الأربعاء التي سقط فيها 25 شخصا إضافة إلى أكثر من 100 جريح، وفق وزير الصحة اليمني. وأكدت وزارة الخارجية اليمنية أن الدلائل تشير إلى أن جماعة الحوثي استهدفت المطار ب4 صواريخ باليستية، فيما نفت الجماعة مسؤوليتها، وقالت إن التفجيرات هي نتيجة صراع من سمتهم مرتزقة. وبعد اتهام الحوثيين بالتفجيرات قالت مصادر محلية يمنية للجزيرة إن طيران التحالف السعودي الإماراتي أغار على مطار صنعاء الدولي، كما استهدفت الغارات مواقع للحوثيين في ريمة حميد وسنحان جنوب العاصمة صنعاء. وسقط أمس عشرات القتلى والجرحى في مطار عدن جراء 3 انفجارات استهدفت المطار بالتزامن مع وصول طائرة تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة إلى مدرج المطار. ومن أبرز ضحايا تفجيرات عدن وكيلة وزارة الأشغال العامة والطرق، بالإضافة إلى مدير إدارة تموين الطائرات في شركة النفط اليمنية، ومدير سجن المنصورة المركزي. وأصيب في الانفجار وكلاء وزارات الداخلية والشباب والرياضة والكهرباء والنقل وقائد قوات الأمن الخاصة في محافظاتعدن ولحج وأبين والضالع، إلى جانب المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن، كما أفادت مصادر بوجود صحفيين اثنين من بين القتلى. وصرح رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك عبر حسابه على تويتر بأن "أعضاء الحكومة في عدن، والجميع بخير"، وسارعت قوات الأمن لإغلاق مطار عدن الدولي. واعتبر معين عبد الملك أن "العمل الإرهابي الجبان -الذي استهدف مطار عدن- جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم". وأضاف أن هذا العمل "لن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب (الذي نفذته جماعة الحوثي عام 2014) واستعادة الدولة والاستقرار". وذكر رئيس مجلس النواب اليمني أن كل مؤسسات الدولة اليمنية يجب أن تكون في عدن كرد على من وصفهم بالمجرمين. وأضاف أن "العمل الجبان -الذي حدث في مطار عدن- لن يثني الحكومة عن أداء دورها وممارسة مهامها". وقالت مصادر للجزيرة إن كل أعضاء الحكومة اليمنية كانوا في الطائرة لحظة الهجوم ما عدا وزير الدفاع الذي لم يسافر إلى عدن. وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على الهجوم بالقول إن أعمال العنف في اليمن يجب أن تتوقف، وأن يقدم المسؤولون عنها إلى العدالة. وأضافت الوزارة أن هجوم عدن لن يوقف أو يقوض الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم يستحقه الشعب اليمني. وأدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم على مطار عدن، واعتبره عنفا غير مقبول، ويأتي في لحظة حاسمة من تنفيذ اتفاق الرياض لحل سياسي شامل. وجدد الاتحاد في بيان اقتناعه بأنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حل سياسي للصراع في اليمن، مشددا على التزامه بسيادة اليمن واستقلاله واستقراره وسلامته. وأكد أنه سيواصل دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي، مضيفا أنه لا ينبغي للهجوم على المطار أن يمنع أطراف النزاع من المشاركة بشكل بناء مع المبعوث الأممي من أجل وقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات السياسية. من جانبه، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الهجوم، وقال عبر تويتر "أدين بشدة هجوم مطار عدن -الذي وقع فور وصول الحكومة اليمنية- ومقتل وإصابة العديد من المدنيين الأبرياء". وأدانت الخارجية السعودية "العمل الإرهابي الذي استهدف مطار عدن"، وقالت إنه موجه ضد الشعب اليمني بكل أطيافه.