وصلنا من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بلاغ جاء فيه: تدارس المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ما يتعرض إليه المسجد الأقصى من تدنيس واستفزاز من قبل المتطرفين الصهاينة الذين يدفعون دفعا وبكيفية مستمرة لاحتلال أولى القبلتين وثالث الحرمين مستفزين مشاعر كافة المسلمين والمؤمنين عامة، وذلك بمحاولة إقامة شعائرهم الدينية اليهودية داخل المسجد لتأكيد رغبتهم الجامحة في إزالة المعلمة التي تحول بينهم وبين التهويد الشامل للقدس المحتلة، ومن جهة أخرى لإثارة غضب كافة الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين وإذلالهم، إلا أن المقدسيين الأحرار المرابطين يقاومون هذه الغطرسة الإسرائيلية بكيفية متواترة وناجعة وبتضحيات جسام لا تسلم من الأذى والاعتقال. كما وقع استبعاد الشيخ رائد صلاح وإهانات متلاحقة لإمام المسجد وسدنته وهذا ما يؤكد أن سياسة إسرائيل التي تعتمد وبشكل متواصل منذ إحراق المسجد الأقصى ثم زيارة شارون وخطة نتانياهو القائمة على أعتى درجات الغلو الصهيوني وما قبل ذلك من أحداث . والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تعتبر أن الأزمة ليست في العجرفة الصهيونية وخروقاتها ولكن المعضلة هي في سكوت كل أطراف الشرعية الدولية، وكذلك العالم الإسلامي والمسيحي وكل أحرار العالم عما يجري داخل القدس وبالمسجد الأقصى. فقرارات منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية أصبحتا حبرا على ورق وحتى لجنة القدس لاتدعَّم بالشكل الكافي وأصبحت لغة البلاغات والبيانات هي سلاح العاجز المتفرج بألم، وهنا ينتهي الموقف المعادي للمخططات الصهيونية المقيتة والتي أصبحت لها الجرأة الكافية بالمبادرة والتمويل وكأنها هي صاحبة الحق وأن المعنيين بالأمر صاروا يخشون الدفاع عن حقهم وكأنه باطل، وهذا ما يعني أن إسرائيل ، في الموضوع الفلسطيني الشامل، لم تعد مقتنعة بحيثيات السلام ولكنها تمادت، بعد أن أدركت قابلية الاستسلام لدى الطرف الآخر ونحن نساعدها في ظل ردود الفعل الحالية على التمادي في إركاعنا للقبول بالأمر الواقع. وإن صيحات هنا وهناك من علماء وفعاليات لاتجدي نفعا ولاترفع حيفا. وفي الوقت الذي نعتز بمواقف جلالة الملك محمد السادس في دعواته للرئيس الأمريكي والمنتظم الدولي نتطلع إلى دور أكبر من أجل وضع مسيرة المناهضة على الطريق وقد آل المغرب دوما على نفسه ملكا وحكومة وشعبا أنه يعالج كل المواقف الحرجة بدهاء ونباهة. وتدعو الجمعية الشعب المغربي الأبي إلى التأهب دوما لمناهضة كل المواقف المعادية لمصالح الشعوب ولوحدتها وتضامنها من أجل أهدافها السامية والتي أخلصت لها كل أجيال المغرب إلى أن يتحقق رفع الاحتلال عن فلسطين بإقامة دولة حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.