يعاني المسلمون في فرنسا من نقص حاد في المقابر المتاحة لهم وارتفاع أسعارها، فضلاً عن المغالاة الشديدة في أسعار الدفن، نقلاً عن تقرير لقناة «العربية» اليوم الأربعاء 30-9-2009. وتبلغ كُلفة دفن الميت في فرنسا حوالى 4000 يورو، أي أقل من كلفة نقله الى البلد الأم بالنسبة الى المسلمين. تقع المقبرة الوحيدة الخاصة بالمسلمين في «وبيني» قرب باريس. وصدر مرسوم رئاسي عام 1937 من القرن الماضي سمح استثنائياً بدفن جنود مسلمين قاتلوا مع الجيش الفرنسي في مدافن تراعي شعائر ديانتهم. وجميع الأضرحة بالمقبرة موجهة صوب مكة، وهو ما لا يتاح في المقابر الأخرى، حيث يعطى المسلمون قطعة أرض لدفن موتاهم ضمن مقبرة تضم غير المسلمين أيضاً، الأمر الذي تتحفظ عليه الهيئات الإسلامية في فرنسا. وتتحدث وزارة الداخلية الفرنسية عن ارتفاع نسبة المسلمين الراغبين في أن يدفنوا في فرنسا من 5% قبل 10 سنوات الى 20% حالياً، وهو ارتفاع سيستمر وسيفرض مشكلة عدم وجود مساحات كافية لدفن الموتى وفق الشريعة الإسلامية. ويقول برنار غودار مستشار في وزارة الداخلية الفرنسية: «يجب النظر الى مشكلة النقص الحاد في مساحات المقابر، فالمسلمون يرفضون، وفق شريعتهم، إخراج العظام من القبر بعد 30 عاماً لدفن جثة جديدة، من هنا أتوقع أن تتعقد هذه المشكلة». ولمواجهة مشكلة نقص مساحات المقابر في فرنسا، يعمد عدد كبير من الفرنسيين الكاثوليك الى تحويل جثامين أمواتهم الى رماد بعد حرقها رغم أن الكنيسة مازالت تعتبر ذلك من المحظورات. وتوجد في فرنسا حالياً نحو 80 مقبرة تضم كل منها قسماً مخصصاً لأضرحة المسلمين، الى جانب أقسام تضم أمواتاً من البروتستانت والكاثوليك واليهود والملحدين وغيرهم، وقد منع قانون فرنسي صدر عام 1886 إقامة مقابر خاصة بأبناء ديانة محددة، وتعود المقابر الخاصة باليهود والكاثوليك الى ما قبل صدور هذا القانون. المسلمون الذين لا يريدون أن يدفنوا هنا وهم مازالوا أكثرية يشرحون أسبابهم، ومن بينهم كريم وهو جزائري عاش هنا ويريد أن يدفن في وطنه الأم. ويقول كريم: «المسلمون المولودون هنا سيغيرون اتجاه آبائهم وسيفضلون أن يدفنوا هنا لأنهم لا يعرفون عن بلدان أهلهم سوى القليل الذي أتاحته لهم زيارات صيفية متقطعة». شاهد اضغط هنا