ككل سنة، وعلى بُعد أيام قليلة من احتفالات عاشوراء، يعيش المغاربة لاسيما في الأحياء الشعبية على أعصابهم، وذلك بسبب تزايد استعمال المفرقعات التي غزت مختلف هذه الأحياء، وحولّت دروبها وأزقتها إلى شبه ساحة حرب تصدح بأصوات تفجيرات متتالية، وأعمدة دخان متصاعدة، وشهب حارقة، يقف وراءها قاصرون ومراهقون يحدثون الرعب في الشارع العام غير مبالين بالمخاطر المحدقة بهم وبالمارة. ورغم دخول القانون المتعلق ب»تنظيم المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني والشهب الاصطناعية الترفيهية والمعدات التي تحتوي على مواد نارية بيروتقنية»، حيز التطبيق بالمغرب منذ سنوات، فإن عدداً كبيراً من هذه الألعاب الخطيرة عاد ليغزو الأسواق المغربية بشكل مضاعف عن السنة الفارطة، ما يطرح علامات استفهام حول دور الجمارك في تطبيق القانون.
مفرقعات عاشوراء تعود ل«إرهاب» المواطنين
في هذا السياق، ندد بوعزة الخرّاطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوجود أنواع خطيرة من المفرقعات بالأسواق الوطنية، مشددا في تصريح ل «العلم »، على أن هذه «الظاهرة» التي أصبحت تتكرر بصورة تزداد تفاقما منذ خمس سنوات على الأقل، حيث تدخل أنواع جديدة كل سنة، تمثل خطورة على المواطنين عامة والأطفال خاصة، فضلا عما تحدثه من ازعاج وتلوث في فضاءات العيش المشترك..
وسجل الخرّاطي، أن القانون الذي دخل حيز التنفيذ، لم يُطبق إلى حد الآن، مشيرا إلى أن آخر حملة للتصدي لهذه الألعاب كانت سنة 2017، حينما أصدرت وزارة الداخلية دورية لمنعها، ومنذ ذلك الوقت لم تتخذ السلطات أي إجراء مماثل.
مفرقعات عاشوراء تعود ل«إرهاب» المواطنين
ودعا المتحدث نفسه، السلطات الأمنية المغربية إلى القيام بحملات استباقية مع اقتراب عاشوراء، لمنع بيع هذه المعدات التي تشكل تهديدا حقيقيا على مستويي السلامة والتربية.
وتنص المادة 54 من القانون المذكور، على أنه «يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة يتراوح مبلغها بين 50 ألفا و500 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، كل من يحوز، دون مبرر قانوني، مواد أولية أو مواد متفجرة أو شهبا اصطناعية ترفيهية أو معدات تحتوي على مواد نارية بيروتقنية أو يقوم بإدخالها بطريقة غير قانونية إلى التراب الوطني، وكل من يقوم، بطريقة غير قانونية، بصناعة مواد متفجرة أو شهب اصطناعية ترفيهية أو معدات تحتوي على مواد نارية بيروتقنية».
مفرقعات عاشوراء تعود ل«إرهاب» المواطنين وسط تنديد المجتمع المدني وغياب تفعيل القانون