بعد الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، دشن أطباء القطاع العام فصلا جديدا من فصول المواجهة مع وزارة الصحة، بتنظيمهم يوم الاثنين الأخير لمسيرة "الحداد بالسواد" في الرباط، التي انطلقت من أمام مقر وزارة الصحة في اتجاه مبنى البرلمان محملين الحكومة مسؤولية “السكتة القلبية” التي تهدد قطاع الصحة ببلادنا. وارتدى مئات الأطباء خلال مسيرتهم بأهم شوارع الرباط سترات سوداء، وذلك لعكس حالة الاحتقان التي يعيشها قطاع الصحة العمومية من "فساد” يشوب الصفقات العمومية، وفشل "راميد"، ونزيف الاستقالات، وتردي البنيات التحتية، ومشاكل الصيانة والتعقيم"، رافعين شعارات من قبيل "الطبيب في حداد".. و"الحداد سيطول والوزير هو المسؤول"، فضلا عن لافتات تحمل مطالبهم أبرزها تخويلهم الرقم الاستدلالي 509 كاملا بتعويضاته لكل الدرجات، كمدخل للمعادلة.
وقد بلغت المفاوضات بين وزارة الصحة وأطباء القطاع العام نقطة اللاعودة، بعدما قدّم حوالي ألف طبيب استقالات جماعية، احتجاجا على الأوضاع "الكارثية" التي يتخبط فيها قطاع الصحة.
في هذا السياق، قال المنتظر العلوي، الكاتب العام للنقابة المستقلة لهيئات أطباء القطاع العام، إن مسيرة "الحداد بالسواد"، تأتي استنكارا للوضع الكارثي لقطاع الصحة المتمثل في غياب المعدات الطبية والبيوطبية، وانعدام الشروط العلمية لعلاج المواطن المغربي، مضيفا أن أطباء القطاع العام لم يعد لديهم خيار سوى أن يواجهوا "استهتار الحكومة بحقوقهم المشروعة واستمرار انهيار قطاع الصحة، ودخوله مرحلة السكتة القلبية"، فضلا عن "حالة الاحتقان والاكتئاب الجماعي الشديد في صفوف أطباء القطاع العام". وأكد العلوي ضمن تصريحه أن النقابة التي تخوض سلسلة من الإضرابات والمسيرات الوطنية، منذ ثلاث سنوات، "عقدت طيلة مسلسلها النضالي جولات حوار عديدة مع الوزارة الوصية على القطاع، أسفرت عن بلاغ مشترك مع وزارة الصحة يقر بمشروعية الملف المطلبي واتُفق على مجموعة من النقاط ذات الأولوية"، إلا أن الوزير والحكومة تنكرا للوعود التي قطعوها، يؤكد المتحدث، "معيدين الأمور إلى نقطة الصفر".
وكانت النقابة المستقلة لهيئات أطباء القطاع العام، دعت في بلاغ لها، الأطباء إلى الانخراط في "الحداد الدائم لطبيب القطاع العام" من خلال ارتداء البذلة السوداء بداية من فاتح أبريل الجاري، وخوض إضراب وطني أيام 29 و30 أبريل، و2 و3 ماي المقبل، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، مع مقاطعة "الحملات الجراحية العشوائية التي لا تحترم المعايير الطبية وشروط السلامة للمريض المتعارف عليها".
التنديد بالأداء الحكومي مستمر.. مسيرة للأطباء تحمل الحكومة مسؤولية «السكتة القلبية» في قطاع الصحة