تم ليلة الاربعاء الاخير في الساعات الاولى من الصباح اعتقال ثلاثة اشخاص من لصوص المقالع الرملية بالمنطقة المعروفة باولاد عزوز وحجز ثماني شاحنات من الحجم المتوسط ، بينما تمكن خمسة أفراد آخرين كانوا على متنها من الفرار أثناء حملة مداهمة من طرف عناصر الدرك الملكي معززين بممثلي السلطة .. وقد أحيل المعتقلون على النيابة العامة للتحقيق معهم ، في انتظار إحالتهم على المحكمة بتهمة سرقة الرمال من مقلع غير قانوني ، فيما البحث لا زال جاريا عن الفارين حسب المصادر . ومن بين المعتقلين زعيم عصابة متخصصة في نهب الرمال ملقب ب « ولد منانة « سبق ان اعتقل سنة 2006 و 2007 بنفس التهمة ..وتتخوف بعض المصادر من أن تحول ضغوط اللوبي المستفيد من نهب المقالع الرملية دون متابعة المتهمين وإطلاق سراحهم ، وبالتالي تشجيع العصابات على مواصلة نهب الرمال مع ما ينجم عن ذلك من تدمير البيئة وحرمان المنطقة من الاسغلال الامثل لثروتها . ووللإشارة فقبل خمس سنوات وضعت السلطة الولائية بتنسيق مع المصالح المعنية باستغلال المقالع قوانين جديدة لتدبير المقالع الرملية، وتقضي فيما يتعلق بتوقيت الاستغلال منع شحن الرمال من السابعة مساء الى السابعة صباحا لمكافحة سرقة الرمال ، لكن الملاحظ مع الاسف أن هذا التوقيت هو الذي تتم فيه عمليات النهب رغم الحواجز التي تجتازها الشاحنات لبلوغ هدفها ما جعل التدابير الجديدة في مهب الريح.. والجدير بالذكر ان الشريط الساحلي من شليحات الى بنمنصور الممتد على عشرات الكلمترات تعرض الى نهب واسع طيلة سنوات عديدة من طرف لوبيات الرمال التي كانت تتحكم فيها جهات نافذة ، ومع الفوضى التي سادت المقالع في الثمانينيات والتسعينيات وبداية القرن 21 انضمت عصابات أخرى من السكان المحليين الى لصوص المقالع فاتسع النهب والاستنزاف، وكان لكل ذلك عواقب وخيمة على البيئة الطبيعية من غابات ووحيش ما أدى الى ظاهرة التصحر ،كما كانت الشاحانت التي تشحن الرمال في كل وقت سببا وراء تدهور البنية التحتية للمنطقة حيث دمرت الطرق والقناطروبالذات قنطرة اولاد برجال ، كماحرمت الجماعات المحلية من حقوقها في الاستغلال ما فوت عليها التنمية وتوفير المرافق الضرورية للساكنة ..وتبين المعطيات التالية حجم الفوائد العائدة على مستغلي المقالع حيث تشير الأرقام ان ما بين 2 مليون الى 4 مليون متر مكعب من الرمال تجلب سنويا من مقالع المنطقة ، وتذر على أصحابها ما بين 15 الى 20 مليار سنتيم، أما الجماعات فإنها تتقاضى الفتات .. وعبر بعض الفاعلين في المجتمع المدني عن استنكارهم لمواصلة سرقة الرمال في تحد سافر لقوانين البلاد وروح المواطنة، وتساءلوا عمن يقف وراءذلك ومن يتسترعلى اللصوص ؟ويطالبون بتدبير جيد لثروات المنطقة وتحصينها من العصابات التي تتمتع بالحرية رغم انها معروفة ،وتكثيف المراقبة وإسنادها للنزهاء ، ومعاقبة اللصوص من طرف الأجهزة المختصة فهل يحصل ذلك ؟ .