فيلم “جوي ” النمساوي يتوج بالجائزة الكبرى * العلم : مراكش – التهامي بورخيص
عرفت فعاليات الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي نظمت ما بين 30 نونبر و 8 دجنبر الجاري بالمدينة الحمراء، نجاحا باهرا بالحضور الوازن و المهم للمغاربة لأول مرة في تاريخ المهرجان، بعد استضافة كل المشتغلين في الحقل السينمائي ، بالإضافة إلى الأسماء العالمية الأكثر شهرة من قبيل المخرج المخضرم مارتن سكورسيزي، والممثل الكبير روبير دي نيرو، والمممثلة مونيكا بيلوتشي والمخرجة الفرنسية أينيس فاردا والعديد من النجوم من العالم العربي والأوروبي وأمريكا اللاتينية و لآسيا . وقامت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة المخرج الأمريكي ”جيمس غراي ” بتتويج الفيلم النمساوي “جوي” للمخرجة سودابيه مرتضائي ( من أصول إيرانية ومقيمة بالنمسا)بالجائزة الكبرى (النجمة الذهبية). ويتناول الفيلم حكاية فتاة نيجيرية تهاجر إلى النمسا لتحسين وضعيتها المعيشية ومساعدة عائلتها ماليا ، إلا أنها تصطدم بواقع لآخر ، حيث يستقبلنها “وسيطات الدعارة” اللاواتي يقمن تبهريب الفتيات الجديدات واستغلالهن ، بحجة الوعد الذي قدمنه في البلد الأصلي ، بتسديد مبالغ مالية مهمة للتكفل بأوراق الإقامة في البلد المضيف ، إلا أنهن يجدن أنفسهن بعد سنوات من العبودية الجنسية ،أنهن بلا أوراق ثبوتية وبدون كرامة إنسانية بعد انتهاء مدة الاستغلال ، ليتم إرجاعهن إلى بلادهن الأصلي بعد الوقوع في يد الشرطة خلال الحملات التي تقوم بها ، لمعاودة الكرة من جديد . وسبق أن حصل الفيلم على جائزة هيرست السينمائية لأفضل مخرجة على هامش عرضه في مهرجان البندقية ، و جائزة مهرجان لندن السينمائي،هذا العام ، كما توج بجائزة علامة السينما الأوروبية التي تمنح لفيلم أوروبي من لجنة تشترك فيها خمس تظاهرات من خمسة مهرجانات سينمائية في أوروبا (بدءا من بانوراما برلين مرورا بنصف شهر المخرجين في كان ، وانتهاء بأيام البندقية). كما توج فيلم منظفة الغرف” (لاكمريستا) لمخرجته المكسيكية ليلا أفيليس بجائزة “لجنة التحكيم”، والمخرج الصربي أوغنين غلافونيتش الذي شارك بشريطه “الشحنة”، بجائزة “أفضل إخراج”. وفازت الممثلة الألمانية “أني سشورو” بجائزة “أفضل دور نسائي” عن دورها في فيلم “كل شيء على ما يرام” لمخرجته إيفا تروبيتش، وحصد الممثل التونسي “نضال سعدي” جائزة “أفضل دور رجالي” عن دوره في فيلم “في عينيا” لمخرجه نجيب بلقاضي.. وخصص المهرجان فقرات خاصة بالسينما الوطنية، سميت ب”بانوراما السينما المغربية” من خلال عرض عشرة أفلام مغربية مميزة لأبرز المخرجين المغاربة في كل من قصر المؤتمرات وسينما الكوليزي وساحة جامع لفنا. واشتملت هذه الدورة من المهرجان على فقرة “محادثة مع” ققدمها كل من المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، والممثل روبير دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا، والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، الحائز على السعفة الذهبية ب”كان” عام 2007، إضافة إلى تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان “كان” ومدير معهد “لوميير” بمدينة “ليون” وعلى جاري العادة، نظمت هذه الدورة عروض أفلام للمكفوفين وضعاف البصر ضمن برنامج عروضها ، من بينها الفيلم المغربي “الحنش” الذي أخرجه إدريس المريني، وكيفته مؤسسة المهرجان مع هذه التقنية، التي تعتمد على صوت مصاحب لأحداث الفيلم، يتولى وصف مشاهده، التي تتعذر متابعتها من خلال الصورة، تمت برمجة أربعة أفلام دولية أخرى.، ويتعلق الأمر بالشريط الوثائقي الفرنسي “أماكن ووجوه” لمخرجيه آنييس فاردا و جي آر، والشريط البلجيكي الفرنسي “ميكانيك الظل” للمخرج طوماس كروطوف، و”بلاير رانر” من إنتاج أمريكي -هنغاري – بريطاني – كندي للمخرج دونيس فيلنوف، والفيلم الأمريكي “السيدة بورد” غريتا غيرويغ. كما عرفت ساحة جامع الفنا العالمية بدورها ألوان الفن السابع، من خلال عرض مجموعة من الأفلام المغربية والأجنبية، بالإضافة إلى لقاء جماهير مدينة البهجة مع أهم نجوم السينما العالمية والوطنية.وعممت مؤسسة المهرجان بلاغا ذكرت فيه، أن هذه الدورة عرفت متابعة حوالي 110 ألف شخص، طيلة 9 أيام، لمواكبة مختلف العروض والأنشطة بالمهرجان، التي كانت مجانية ومفتوحة أمام الجمهور. وكانت قاعات قصر المؤتمرات بمراكش تغص بالجماهير لمتابعة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. نفس الشيء بالنسبة إلى العروض الخاصة ب”بانوراما السينما المغربية”، عروض سينما “كوليزي”، متحف إيف سان لوران، أو خلال العروض الخاصة التي برمجت فيها أفلام من مستوى عال، بعضها مرشح لجوائز “الغولدن غلوب وكانت دورة هذا الموعد السينمائي العالمي دورة غنية بالصور، والنقاشات، والأحاسيس الجارفة، وعرفت إقبالا شعبيا كبيرا على مختلف العروض والأنشطة المبرمجة. وبعد استراحة لمدة سنة خصصت للتفكير، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مفعما بمزيد من القوة والتجديد، ومعززا بمضامين سينمائية وفنية أكثر ثراء، بهذا تفرض هذه التظاهرة الكبيرة نفسها كموعد سينمائي رئيسي بالمغرب وبالمنطقة. وتوجت الدورة 17 من المهرجان ثلاثة من الأسماء الكبيرة في السينما العالمية. إذ حصل كل من روبير دي نير . واستقطبت فقرة “محادثة مع…” جمهورا غفيرا ومتحمسا للقاء عمالقة السينما العالمية مثل: مارتين سكورسيزي، روبير دي نيرو، غييرمو ديل تورو، تييري فريمو، أنييس فاردا، يسري نصر الله، وكريستيان مونجيو. كانت فعلا حصصا للتبادل والنقاش الراقي، تقاسم فيها سبعة من كبار مهنيي السينما، بسخاء، تجاربهم وأراءهم في القطاع. وشارك، كل يوم، حوالي 500 شخص- مهنيون، طلبة، صحافيون، وشغوفون بالسينما- في هذه المحادثات، التي تم بثها مباشرة على شبكة الإنترنيت. وخصصت دورة هذه السنة مكانة هامة للسينما المغربية والمهنيين المغاربة. إذ كان بين ال80 فيلما المبرمجة 12 شريطا مغربيا. فضلا عن الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية (“طفح الكيل” للمخرج محسن بصري)، تم عرض 7 أفلام وطنية أخرى في إطار الفقرة الجديدة “بانوراما السينما المغربية”، التي جذبت جمهورا عريضا، بمن فيهم عدد من المهنيين الدوليين الذي اكتشفوا بعضا من الإنتاجات المغربية الحديثة. كما تم عرض أربعة أفلام مغربية أخرى في ساحة جامع الفنا وفي إطار التكريم الذي خصص للمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي. ففي كل مساء حضر نجوم كبار- مثل يسرى، ليلى علوي، مارتن سكورسيزي، عبد الله فركوس، بشرى أهريش، لورانس فيشبورن، عزيز داداس، مونيكا بيلوتشي- للقاء الجمهور بجامع الفنا، و جذبت الأفلام التي تم عرضها في هذه الساحة الخالدة لوحدها حوالي 70 ألف مشاهد طيلة أيام المهرجان، بمعدل 7 آلاف إلى 12 ألف مشاهد كل مساء.
من جانب آخر ، وفت “ورشات الأطلس” بكل وعودها. وجرت فعاليات هذه الفقرة الجديدة المخصصة لصناعة السينما وتشجيع المواهب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من 2 إلى 5 دجنبر بدعم من “نيتفليكس”. وجمعت هذه الفقرة 225 مهنيا من المغرب، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية و25 مديرا ومبرمجا للمهرجانات (كان، روتردام، بوزان، موريليا، كارلوفي فاري، الجونا، صوفيا، طوكيو…إلخ). كما استفادت المشاريع ال8 التي كانت قيد التطوير، والأفلام ال6 التي كانت في مرحلة ما بعد الإنتاج، من استشارات وإرشادات 17 مهنيا دوليا، قبل تقديمها أمام المهنيين الحاضرين، ما أدى إلى عقد أكثر من 200 لقاء فردي. وتمت كذلك دعوة حوالي 100 من المكفوفين وضعاف البصر، من كل جهات المملكة، للمشاركة في هذه الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. واستفادوا من رعاية كاملة، ومرافقة شخصية لمتابعة الأفلام الخمسة المبرمجة في فقرة الوصفي السمعي، وللمشاركة في مختلف الأنشطة المنظمة لصالحهم (ندوات، قراءات شعرية، أغان، موسيقى.. ). كما حضر الجمهور الناشئ بكثرة لمشاهدة العروض المخصصة له. وفي المجموع، تمكن 3500 تلميذ من جهة مراكش، برفقة معلميهم، من متابعة الأفلام المبرمجة في هذه الفقرة. بالنسبة إلى بعض الأطفال، كانت هذه أول مرة يلجون فيها قاعة للسينما. دورة ناجحة وحضور مغربي وازن بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش