أُجَوِّزُ لنفسي، وأنا رَجُلٌ متزوِّجٌ، القولَ إنّ الموضةَ النسائيّةَ هي فنٌّ راقٍ لِمُغالَطةِ أذواقِ بعضِ الرِّجالِ المُقْبِلينَ على الزَّواجِ. بل أكادُ أذهبُ إلى القولِ إنّ الموضةَ المخصوصةَ بفساتينِ النسوةِ ليستْ سوى ابتداعٍ بشريٍّ لإخفاءِ عُيوبِ المرأةِ ولتجميلِها في عيْنَيْ الذَّكرِ. وإنّي على يقينٍ من أنّ أغلبَكم انطلتْ عليه حيلةُ الموضةِ واكتشفَ بعدَ فواتِ الأوانِ أنّه خُدِعَ في قَوامِ زوجتِه الذي كان يراه رشيقًا صقيلاً وإذا به يكتشِفُ فيه اعوجاجاتٍ ومَطبّاتٍ كثيرةً لم يلحظْها رغمَ طولِ فترةِ التعارُفِ بينهما وقدرتِه على تأويلِ نتائجِ حاسّةِ اللّمسِ عندَه وثقتِه في حَدْسِ أصابِعِه وهي تجولُ وتصهلُ وتصولُ في أرضِ اللهِ وَوِفْقَ ما تسمحُ به القوانينُ الدّوليّةُ. *** والغالبُ على الظنِّ عندي أنّ خبراءَ الأزياء يعتمدون فلسفةَ المغالَطةِ لترويجِ منتوجاتِهم، فبقدرِ ما تكثُرُ في الملابِسِ فنونُ المغالطةِ، تُقْبِلُ عليها النسوةُ وتدفعُ أثمانَها الباهظةَ من جُيوبِ الرِّجالِ. لكأنّ هؤلاء المُصَمِّمين للأزياءِ مُصَمِّمونَ على مغالطتِنا من خلال ما يُنتِجون من فساتينَ نسائيّة تُخفي العُيوبَ وتصطنعُ المفاتِنَ. فإذا لاحظ أحدُ هؤلاءِ ظاهرةَ السمنةِ تتفشّى في مناطق معيّنةٍ من أجسادِ النساءِ عمل على ابتداعِ فستانٍ يُخفي الشحومَ وِفْقَ مجموعةٍ من الفنيّاتِ أذكُرُ لكم منها ما قرأتُ مؤخَّرًا من نصائحَ ذاتِ الصِّلةِ، لعلّ أهمَّها أنّه إذا كان العُنُقُ عريضًا ممتلئًا وجبَ تعديلُ مظهرهِ بارتداء العِقْد الطويلِ أو مجموعةِ من السلاسلِ. وإذا كانت الأكتاف ضيقة فإن أفضل الملابس المساعدة على إخفاء هذا العيبِ هي تلك التي تضاف إليها أكتاف عريضة مع مراعاة أن تكون ضيقة عند الخصر ومتّسعة في الجزء العلوي. *** وإذا كان الشّحمُ مكدَّسًا في منطقة الصَّدر ينصحُ خبراءُ الأزياءِ النسوةَ بعدم الإقبال على الملابسِ المفتوحة كثيرًا عند الصَّدْرِ بالإضافة إلى اختيار ملابسَ ضيقةِ الأكمامِ مُتَّسعةٍ عند الردفيْن لتوحي بالتناسق مع الحذَرِ الشديدِ من ارتداءِ الملابس الضيقة فوق منطقة الصدرِ حتى لا يكتشفُ الرّجُلُ مقدِّمةً مخيفةً من جسدِ المرأةِ تجعله يطلبُ اللجوءَ العاطفيَّ إلى أخرى. أمّا في حالِ الصدرِ النحيف فإنّه من المفضَّلِ ارتداءُ الملابسِ واسعةِ الأكمام مع اختيار ألوان زاهية وخطوط أفقية لتوحي بالاتساعِ. بينما في حالِ كان خصرُ المرأةِ عريضًا فالنصيحةُ أن تبتعدَ صاحبتُه عن موضة الحزام على الوسط وترتدي، لإخفاءِ هذا العيبِ، الجاكيت الطويل. وفي حالِ الخِصْرِ النحيفِ فيُفضَّلُ ارتداءُ الملابسِ الانسيابيةِ التي لا تحدِّدُ مكانَ الخصر مع الاحتراسِ من الإقبال على الجاكيت القصير الضيق. وإذا كانت المرأةُ ذات مَعِدة ممتلئةٍ فالبلوزات الواسعة الطويلة تساعدها كثيرًا على إخفاء هذا العيب وتجعل الزوجَ لا يعلَمُ أين ترمي زوجَتُه بِلُقَمِ الطّعامِ...