في عدد كبير من الفضائيات العربية، وعدد آخر من وسائل الإعلام المرئية والسمعية وغيرها، تقشعر جسومنا لكثرة الأخطاء التي ترد عبر هذه الوسائل في عدد لا يحصى من الكلمات، وقد تسربت هذه الأخطاء إلى ألسنتنا حتى أصبح الخطأ قاعدة، والصواب استثناء، وإذا عارضت شخصا حول خطأ وقع فيه، قال لك «خطأ مشهور خير من صواب مهجور» وهذا ادعاء باطل يجب إلغاؤه لأنه ذريعة للتمادي في الخطأ ، والإساءة إلى لغتنا، ولهذا يجب التنبيه إلى هذه الأخطاء حرصا على سلامة النطق وفصاحة اللسان، وهكذا فإنني أتناول اليوم خطأ نكاد نقع فيه جميعا، فقد نسمع أحدنا يقول مثلا: «إن أعمال فلان مشيئة» (بضم الميم) على أن «مُشينة» اسم فاعل، وهذا تعبير قائم على خطأ، والخطأ وارد في لفظة «مشينة» فهذه اللفظة إذا عدنا إلى المعاجم وجدنا: 1) ففي معجم لسان العرب لصاحبه ابن منظور نجد «الشَّين» بفتح الشين وتشديدها خلاف الزين ، أي أن معناه القبح والعيب، وفعله ثلاثي وليس رباعيا فنقول: شانه يشينه شيناً، وإذا قلنا «شَانَهُ يشينهُ فالفعل ثلاثي، والفعل الثلاثي اسم فاعله يأتي على وزن «فاعل. 2) في المعجم الوسيط ج 1/523 الطبعة الثانية «الشين» بفتح الشين وتشديدها: العيب والقبح. 3) وفي المصباح المنير ص: 198: شانَهُ شَيْناً من باب «بَاعَ» والشَّيْنُ خلاف الزين وفي حديث: «ما شانه الله بشيب» واسم المفعول: مشين بفتح الميم» على النقص، وهكذا فإننا حينما نقول «مُشينٌ» بمعنى قبيح، وعلى أنه اسم فاعل فإننا نُخطئ، لأن الفعل ثلاثي وهو: «شانَ» واسم الفاعل للثلاثي يأتي على وزن «فاعل» والصواب أن نقول: «شائنٌ» واسم المفعول الثلاثي يكون على وزن «فعيل» للنقص، فنقول: «مشين» بفتحٍ الميم ، وبهذا نكون قد تحدَّينا الصواب.