منذ بداية الشهر الجاري تقود الخارجية الجزائرية في أزيد من موقع ومنبر دولي حملة شعواء لاستفزاز الرباط والتغطية على مسلسل الانتكاسات الدبلوماسية التي مني بها الكيان الانفصالي الوهمي في عدد لا يحصى من التجمعات و المنتظمات الدولية. وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر أمساهل كثف تحركاته بأروقة الأممالمتحدة بنيويورك نهاية الأسبوع على هامش الجمعية العامة للمنتظم الدولي، وطرق مجددا أسماع الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس بأسطوانة تصفية الاستعمار وتقرير المصير التي يرددها حكام الجارة الشرقية بشكل ببغاوي مقرف منذ زهاء نصف قرن. أمساهل لم يفوت فرصة تواجده بنيويورك ليلتقي بوزير خارجية نيجيريا جوفري أونياما و يفتح معه مجددا ملف النزاع المفتعل بالصحراء و موقع لاغوس منه في محاولة حثيثة و خبيثة للتشويش على مسار التقارب المسجل على محور المغرب / نيجيريا بعد أن دخلت العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين مرحلة جديدة بتوقيع اتفاق لبناء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى المغرب ومنه إلى الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية , وهو المشروع الذي يؤرق حكام الجارة. ببروكسيل عاصمة الاتحاد الأوربي نصب ممثل الجزائر ورأس حربة اللوبي المتربص بالمصالح المغربية بأوربا الغربية عمار بلاني نفسه ناطقا رسميا باسم الاتحاد الإفريقي وأعلن نهاية الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي اتفقا على إعادة تسمية القمة المقبلة بين الأوروبيين والأفارقة المقررة نهاية نونبر المقبل بأبيدجان عاصمة ساحل العاج بقمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي. الدبلوماسي الجزائري المتخصص منذ أشهر في التحرش بكل العواصم الأوروبية التي تدعم المملكة استعمل أسلوب التهديد والوعيد ليزعم أن التوافق بين المنظمتين الإفريقية والأوروبية «يسعى إلى إفشال المناورات والضغوطات التي يمارسها المغرب على الاتحاد الأوروبي مباشرة أو من خلال الدول الأوروبية الحليفة بغية إقصاء الجمهورية الوهمية من القمة المقبلة» وليحذر الرباط في سياق الحديث البعيد عن كل حدود اللباقة الدبلوماسية من أي « محاولة لإفشال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي، حيث سيتحمل مسؤولية ذلك الكاملة» يستطرد بلاني بالكثير من الصلافة والوقاحة. بهذا السلوك الاندفاعي المقيت تمعن الجزائر الرسمية وتبالغ مجددا بسبق إصرار وترصد في الدوس على مبدأ الحياد الذي تزعمه كموقف مبدئي في التعامل مع النزاع المفتعل الذي فبركته لغايات وأهداف توسعية وهيمنية معروفة.