الجزائر تستقبل اللاجئين السوريين و هو ما يؤكد مسؤوليتها عن محنتهم المريرة * العلم/وكالات رضخت الحكومة الجزائرية لضغوط المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وقررت استقبال مجموعة اللاجئين السوريين العالقين منذ شهر ونصف بمنطقة حدودية عازلة شرق واحات فجيج. الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائية برر القرار الجزائري بدواعي إنسانية دون أن يستطيع إنكار مسؤولية حكومة بلاده عن الوضع المأساوي للاجئين الذين دفعت فرق من الجيش الجزائري بمجموعات منهم منذ فجر 17 أبريل الماضي الى التراب المغربي لتوريط المملكة في تحديات أمنية و اجتماعية. وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد طالبت الثلاثاء الماضي من الجزائر والمغرب التجاوب السريع مع الحاجيات الإنسانية لمجموعة اللاجئين السوريين على حدود البلدين، وبتسهيل دخولهم وتمكينهم من إيجاد أماكن آمنة والسماح لهم بلقاء أفراد عائلاتهم. وسبق للمملكة أن استقبلت قرابة 14 من المجموعة المحاصرة بناء على ملتمسات أفراد من عائلاتهم يقيمون بطريقة شرعية بالمغرب. ودأبت فرق من حرس الحدود الجزائري على محاصرة مجموعات متفرقة من اللاجئين السوريين والدفع بهم في اتجاه تراب المملكة عبر معابر برية متفرقة من الشريط الحدودي المشترك الذي يتجاوز طوله 540 كلم. قضية اللاجئين العالقين بدأت منتصف شهر ابريل الفارط حين أبلغت الخارجية المغربية سفير الجزائربالرباط القلق البالغ للحكومة المغربية إثر محاولة 54 مواطنا سوريا، الدخول بشكل غير شرعي، انطلاقا من الجزائر، إلى المغرب على مستوى الشريط الحدودي المتاخم لمدينة فجيج (320 كلم جنوب شرق وجدة). الجزائر سارعت حينها في تصريح صحفي منسوب لرئيسة الهلال الاحمر المحلي الى نفي الاتهام الرسمي المغربي وتحدثت مواقع جزائرية أخرى عن مزاعم مغربية غير مسنودة بأي إثباتات لكن الرباط استبقت بسرعة أي محاولة جزائرية للتملص من المسؤولية باطلاع سفير الجزائربالرباط على شهادات وصور تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الأشخاص عبروا التراب الجزائري قبل محاولة الدخول للمغرب و نشر شريط مرئي يوثق للعملية كاملة. الجزائر تستقبل اللاجئين السوريين وهو ما يؤكد مسؤوليتها عن محنتهم المريرة