الإصلاح الأخير كلف مليار و300 مليون سنتيم والإصلاح الحالي يكلف مليار سنتيم ولا من سؤال عن المحاسبة * العلم: العرائش – مراسلة خاصة بدأت الأشغال في إصلاح وترميم ساحة التحرير بمدينة العرائش، وعلمنا أن ميزانية الإصلاح الحالي تصل إلى مليار سنتيم تم تحصيلها من خارج ميزانية الجماعة والعمالة. وانطلقت الأشغال بصفة جد متأخرة بعدما كان عامل جلالة الملك على إقليمالعرائش قد دشن بداية الأشغال بمناسبة الاحتفالات بعيد العرش قبل ثمانية أشهر خلت. لكن المثير للاستغراب فيما يجري من إصلاح وترميم أن هذه الساحة التهمت من الأموال العمومية مالا يعد ولا يحصى، وأن كل عامل يتم تعيينه مسؤولا على إقليمالعرائش يترك بصمته في هذه الساحة من خلال إصلاح ما يفتأ عامل جديد يلتحق حتى يقوم بدوره بإصلاحه لهذه الساحة. ويذكر سكان العرائش أن مبالغ مالية خيالية صرفت على الاصلاح الأول الذي أنجز على عهد أول عامل عين في الإقليم، وتم بناء وتجهيز نافورة كبيرة جدا بعدما تم هدم التحفة التاريخية، ولم تشتغل هذه النافورة قط إلى أن أضحت متجاوزة ومعطلة، وأصبح سكان المدينة يبكون على النافورة الجميلة التي تم هدمها. وقبل سنين قليلة خلت أقدم العامل الأسبق السيد الترغي المرابط على الاشراف شخصيا على إصلاح هذه الساحة وقام بصرف مبلغ مالي بقيمة مليار و300 مليون، وأقدم على إدخال تشوهات فظيعة على الساح التاريخية. بحيث لم يعد ممكنا سريان حركة السير على مدار الساحة، وتم بناء نافورة جديدة غريبة الشكل لم يتم تشغيلها بشكل نهائي، وبقيت معطلة، إلى أن رحل العامل الأسبق دون أية محاسبة ولا مساءلة، وجاء عامل آخر بعده بادر بدوره إلى إدخال بعض التعديلات على النافورة وأشرف شخصيا على تدشينها وأصبحت على شكل دوش أرضي أصبح الأطفال يتهافتون على أخذ دوش، ومافتئ أن تم توقيفها مرة أخرى ولم تعد تشتغل. واليوم يباشر العامل الجديد دوره في إصلاح هذه الساحة التي أصبحت حقل تجارب لمشاريع إصلاحات تخفي غابة مكثفة من الفساد وتبذير المال العام. الرأي العام بهذه المدينة المظلومة لايملك إلا أن يتساءل كيف تصرف ميزانية ضخمة بقيمة مليار و300 مليون وبعد مرور وقت وجيز يتبين لأصحاب القرار أن ذلك الإصلاح لم يكن حقيقيا ولا مجديا ويبادرون إلى محاولة تدارك الأمر باصلاح آخر بميزانية ضخمة تصل إلى مليار سنتيم دون أن تتم محاسبة المسؤولين الذين أهدروا أموالا عامة أو أساؤوا التصرف فيها؟ أين هي سلطات الوصاية خصوصا وزارة الداخلية من هذا العبث الذي يحدث؟. أين هي المفتشية العامة للمالية من هذا التسيب؟ أين هو المجلس الجهوي للحسابات من هذا التفريط المهول في المال العام؟. يحدث هذا في مدينة في أمس الحاجة إلى كل سنتيم من المال العام لاصلاح معالم التخلف الكثيرة والمتعددة التي تعم جميع أرجاء المدينة. طبعا، الاصلاح الأخير لهذه الساحة الشهيرة كان يندرج في سياق برنامج تأهيل المدينة على عهد العامل الأسبق حيث صرفت عشرات الملايير من الدراهم في إصلاحات لم تحمل من الاصلاح غير الاسم، ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا. بقيت الاشارة إلى أن السكان الذين ضاقوا ذرعا من سيادة مظاهر الفساد في المدينة على كافة المستويات يمنون النفس بأن يكون هذا الاصلاح آخر إصلاح تعرفه هذه الساحة وألا يكون الأمر يتعلق كما في السابق، بفرصة سانحة من فرص صرف المال العام بكثير من الإساءة. عبث ما بعده عبث في العرائش: إعادة إصلاح ساحة التحرير في ظرف وجيز يفتح ملف التأهيل الذي صرفت فيه عشرات الملايير من الدراهم دون أن يتحقق أي إصلاح