س: كيف جاء تأسيس جمعية ليونز كلوب سلا؟ ج: تأسست جمعية ليونز كلوب سلا مدينة بيضاء في 12 أكتوبر 2002، كنتيجة لالتقاء إرادات 17 امرأة من مدينة الرباط ابدين رغبتهن في العمل التطوعي التضامني، وتم إنجاز طلب الانخراط في الجمعية الدولية ليونز كلوب، حيث أعددنا كل الشروط المطلوبة للحصول على الميثاق الذي يخول لنا تأسيس فرع تابع للمؤسسة الدولية والتدخل على المستوى الاجتماعي وتنفيذ مشاريع ذات أبعاد تنموية وإنسانية. ومنذ سنة 2002 تراكمت لدينا تجربة في عدد من المجالات التي تتفق مع الأهداف التي سطرناها، والإرادات التي شكلت منطلق عملنا. وما يميز جمعيتنا عن باقي الجمعيات هو التداول على الرئاسة حيث تشغل كل امرأة عضو منصب رئيسة الجمعية لسنة واحدة من فاتح يوليوز الى 30 يونيو، كما أننا لا نتوفر على مقر، بل كل بيوت النساء الأعضاء مقرات للجمعية ، وبذلك فإننا نجتمع في هذه البيوت بشكل دوري. س: ماهي طبيعة الأهداف أو المجالات التي تعمل المؤسسة على تحقيقها؟ ج: هناك أولا الاهتمام بالجانب الصحي، بحيث نحرص على دعم الأسر والأطفال في هذا المجال الحيوي بالنسبة لمجتمعنا. وحاليا نعمل في اطار التشارك مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تشييد مركز لأجل النساء والشباب بين 15 و 20 سنة، وقد قطع البناء مراحل متقدمة وستكون أهدافه ضمان التكوين المهني ومحاربة الأمية والدعم المدرسي، ومن ضمن الأهداف هناك باستمرار اجراء عمليات جراحية في العيون لإزالة الجلالة ومعالجة القرنية، وإجراء عمليات إعذار لفائدة 150 طفل كل سنة. وقبل يومين أي في 24 و 25 أبريل نظمنا قافلة طبية لفائدة 1000 طفل بمدينة دمنات، وقد وفر خلالها طاقم طبي من أخصائيين وممرضين تشخيصات في طب العيون والأنف والحنجرة وطب الأسنان والأمراض الجلدية والطب الباطني، وفي مدينة سلا قمنا بعمليات جراحية لإزالة الجلالة لفائدة 150 شخص. وفي سنة 2005 كانت لنا مبادرة دعم دار الطالب بدمنات حيث وفرنا لهذا الفضاء أغطية وأفرشة وأسرة ومواد غذائية وملابس وحواسيب وكتب، وفي اطار شراكة مع جمعية فرنسية تدعى «Boutique Solidarite» قامت هذه الأخيرة بتمويل عملية ترميم جدران دار الطالب بدمنات دائما، إضافة الى تجهيزها بالمرافق الصحية، لذلك فإن الفحوصات الطبية لفائدة 1000 طفل من هذه المدينة استمرار لبرنامجنا وأهدافنا المسطرة لفائدة سكان المنطقة. وفي ماي سوف ننظم حفل إعذار لفائدة 150 طفل في مقر جمعية أبي رقراق بسلا بتنسيق مع جمعية للأطباء. س: من خلال هذه المبادرات المتنوعة التي ذكرت ، هل يمكن أن نتحدث عن خصاص اجتماعي في مناطق معينة؟ ج: بلاشك أننا نلمس حاجيات كبيرة على المستوى الاجتماعي ، ونلاقي أشخاصا لايملكون وسائل مادية لتغطية بعض الحاجيات، فلايمكن وصف حجم ومدى هذه الحاجيات التي تسجل ميدانيا، فنحن نتحدث عن معوزين إن لم نقل معدمين، وأسوق أمثلة حتى يتضح ما أقول، نحن نرعى اسرة لها سبعة أبناء، ستة يعانون من إعاقات، وقد قمنا بدور الوساطة بينهم وبين محسن قام بتشييد منزل مناسب لأجلهم، حيث كانوا يقطنون في مسكن غير لائق لايستجيب لاحتياجاتهم نظرا للإعاقات التي يعانون منها، ومن حين لآخر نقدم لهم هبات في شكل مواد غذائية وألبسة وأدوية، ونقوم بزيارتهم باستمرار قصد التعرف على حاجياتهم، والدعوة موجهة لكم للقيام بزيارة استطلاعية لهذه الأسرة، ونحن عندما التقينا بهم لأول مرة كانوا لايبادلون النظرات، وكانت رؤوسهم دائمة الانحناء، ويمكن القول إنهم عاشوا داخل مسكن لم يغادروه طول حياتهم، والأكبر سنا له أزيد من أربعين سنة والأصغر سنا في الثلاثين من العمر وكانت أمهم تقوم على حاجياتهم وتحضن عليهم، كانوا يولدون بشكل طبيعي وبعد ذلك يصابون بشلل الأطراف واكتشفنا أنهم لم يروا أطباء وكانوا يعيشون حياة بدائية الآن يعتبروننا أفراد أسرتهم، ويرحبون بنا دائما ويطالبوننا بألا نباعد بين الزيارات، لذلك قلت عليكم زيارتهم لمعرفة حياتهم السابقة وحياتهم الحالية. مثال آخر يتعلق بطفل كان يعاني مشاكل في البصر، وجهنا له الدعوة لتلقي العلاج، لم يأت فقمنا بزيارته واستفسرناه عن سبب عدم حضوره لكنه لم يجب ولزم الصمت، وبعد إلحاح عرفنا أنه يتناوب مع شقيق له على نعل (Sandale)، فضلا عن هذا رصدنا مدرسة غير بعيدة عن سلا بها 1200 متمدرس بدون مراحيض أو جدران واقية. في هذا الإطار أود أن أؤكد دور العلاقات والانفتاح والتواصل بين الجمعيات وتبادل المعلومات، لأننا بمفردنا ونظرا لإمكاناتنا المحدودة لانستطيع تحقيق كل شيء، وأحيانا يكون مجرد تبادل المعلومات مفيدا لتنفيذ مبادرة ذات أبعاد انسانية، وبالطبع هناك في الركن الأساسي محسنون يفضلون المساعدة من بعيد. ونأمل في الأخير أن يساهم المركز الاجتماعي الذي سيتم تدبيره بتنسيق مع التعاون الوطني وقطاعات وزارية في مد يد المساعدة الى فئات لها حاجيات ملحة.