وليام فيشير:انتر بريس سيرفس أكدت منظمات حقوقية عالمية أن ,عشرات من المعتقلين في السجون السرية، التي تديرها وكالة المخابرات الأمريكية، قد إختفوا ، وأن كافة الجهود المبذولة للتعرف علي مصيرهم ، قد باءت بالفشل. وكان الرئيس الأمريكي السابق، قد أقر علنا في شتنبر 2006 ، ببرنامج السجون السرية التابعة لوكالة المخابرات الأمريكية، وأعلن أنه جري نقل 14 سجينا لمعتقل غوانتانامو ، "وإعادة سجناء كثيرين آخرين إلي بلادهم لتتولي حكوماتهم إعتقالهم والتحقيق معهم". لكنه لم يكشف عن هويتهم أو أي تفاصيل بشأنهم، مما كان يمكن أن يساعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر علي العثور عليهم. كما لم يكشف عن كيفية تسليم هؤلاء السجناء إلي سجان أجانب. ويذكر أن بعض هؤلاء السجناء تم الإفراج عنهم في بلاد أخري سلموا إليها. ومع ذلك، فيحيط الغموض بمصير العشرات من السجناء، علما بأن الحكومات الأجنبية, التي يفترض أنهم سلموا إليها، لم تقر بتواجدهم لديها. هذا وتولت مجموعة "برو بوليكا" الأمريكية، المتخصصة في الإعلام الوثائقي، مهمة توثيق البيانات الخاصة بنحو أربعين من هؤلاء المعتقلين "المختفين". وأفادت بأن مسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة ، صرحوا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قضت بضعة أسابيع في صيف 2006 ، في عملية إحالة سجناء، ليكونوا تحت إشراف باكستان ومصر والأردن. وتم تسليم السجناء الليبيين لحكومة معمر القذافي. وعلقت جوان مارينير، المديرة بمنظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية العالمية، قائلة "إذا كانوا )السجناء( يعفنون الآن في زنانة ما في مصر، لا يمكن للحكومة الأمريكية أن تزعم الآن أنها أغلقت برنامج وكالة المخابرات" للسجون السرية. وطالبت إدارة الرئيس بارالك أوباما بالكشف عن مصير وتفاصيل كافة السجناء الذين إعتقلتهم وكالة المخابرات الأمريكية. يشار إلي أن المنظمات الحقوقية كانت بالفعل قد نشرت أسماء 36 سجينا لا يزال مصيرهم مجهولا. يدورها ، صرحت أستاذة القانون بجامعة نيويورك، مارغاريت ساتيرثهوايت، أنه "طالما لم توضح الحكومة الأمريكية مصيرهم وتفاصيلهم، فسيعتبرون ضحية إختفاء، والإختفاء هو أحد أخطر إنتهاكات حقوق الإنسانية الدولية". وطالبت أستاذة القانون الأمريكية بالكشف عن مصيرهم وأين يتواجدون وما الذي حدث لهم. من ناحيته، طالب الإتحاد الأمريكي للحقوق المدنية إدارة الرئيس أوباما بنشر سجلات إعتقال ومعاملة السجناء المعتقلين في قاعدة باغرام الجوية الأمريكية في أفغانستان، والكشف عن عددهم وإسمائهم وجنسياتهم وموقع إعتقالهم ومدة سجنهم. وذكّرت ميلسا غوودمان، المسؤولة بهذا الإتحاد الحقوقي، بأن "الحكومة الأمريكية أحاطت بالسرية الكاملة عمليات إعتقال مئات السجناء في باغرام". وأضافت، في حديث لوكالة انتر بريس سيرفس، أن "باغرام يأوي عددا من السجناء يتجاوز بكثير عدد المعتقلين في غوانتانامو، وفي أحوال أسوأ، ودون محاكمة. وعلي الرغم من كل ذلك، لم يعلن إلا القليل جدا عن معتقل باغرام وسجنائه". يذكر أن دراسات وتقارير حديثة أشارت إلي أن الحكومة الأمريكية تعتقل أكثر من 600 فردا في باغرام، بما فيهم مواطنين أفغان أعتقلوا في أفغانستان، وعدد غير محدد من الأجانب جري إعتقالهم علي بعد الآف الكيلومترات من أفغانستان، لسجنهم في معتقل باغرام.