رغبة صادقة في قطع دابر الفساد في اطار محاربة الهجرة السرية تم اعتقال مجموعة من رجال الأمن والجمارك يعملون في مطار محمد الخامس بالبيضاء وفي ميناء طنجة. والملاحظ أنه منذ سنوات أصبح المواطنون يسمعون عن محاكمة شخصيات، كانت من مواقع المسؤولية التي يحتلونها، تخول لهم حصانة تحميهم من المتابعة القضائية. رغم تورطهم في قضايا الفساد فيجب ألا تفزعنا اخبار تقديم المسؤولين للعدالة ونتوهم ان الفساد ينخر إداراتنا بل يجب أن نطمئن على أننا فعلا نعيش فترة انتقال ديمقراطي وان نثق في نزاهة القضاء ونتأكد من ترسيخ دولة الحق والقانون، فالمزيد من توقيف المسؤولين المفسدين يقلل من تفاقم استغلال النفوذ الوظيفي ومن تفشي الرشوة ومن التكالب على الإثراء السريع. ويجب الا نخجل من نشر غسيلنا لأنه دليل على أننا ننظف أوساخنا. حتى الحمير سرقوها أصبح كل شيء في بلادنا يغري بالسرقة فلم يعد اللصوص يقنعون بالهجوم على الأبناك ونشل الهواتف المحمولة وخطف حقائب النساء واعتراض المارة وسلبهم ما يملكون وخلع عجلات صناديق القمامة وأغطية عدادات استهلاك الماء وكراسي الحدائق فقد اعتقل رجال الدرك بعين الذئاب موخرا عصابة متخصصة في سرقة الحمير وبيعها في الأسواق، واعتقد أن من أسباب تنامي جرائم السرقة وجود من يشتري المسروقات. وإذا كان القضاء يمتع بعض اللصوص بظروف التخفيف لصغر سنهم أو لظروفهم الاجتماعية أو لحالتهم النفسية فان محاربة السرقة تستدعي الحكم بأقصى العقوبات على الذين يشترون المسروقات لانهم يشجعون اللصوص على التمادي في عملياتهم الاجرامية ولانهم يتهافتون على المال الحرام بشراء المسروقات بأبخس الاثمان وبيعها بأغلى الاسعار. التلميذات والماكياج من المشاهد المؤسفة التي أصبحت مألوفة في شوارع وأزقة الداالبيضاء رؤية تلميذات في طريقهن الى الاعداديات والثانويات وعلى وجوههن لمسات من الماكياج تخدش براءتهن ولاتليق بمستوى أعمارهن. وكثيرات منهن لا تلتزمن بارتداء اللباس المدرسي وتطلقن شعورهن ويكشفن عن صدورهن فالمفروض انهن ذاهبات الى محراب العلم والتربية لا الى كباريهات لإبراز مفاتنهن. ولكن المسؤولية تقع على عاتق الاسرة والمدرسة فبعض التلميذات يخرجن من منازلهن متبرجات وكان الاجدر بآبائهن وأمهاتهن تصحيح سلوكهن، وبعض التلميذات يضعن الماكياج على وجوهن عندما يخرجن الى الشارع قبل الذهاب الى المدرسة وكان الاجدر برجال التربية ان يقوموا تصرفاتهن وهذا لايعني اننا نطالب بالتشدد في معاملة هؤلاء التلميذات ولكن يجب مراعاة فترة المراهقة الحرجة التي تمر منها الفتيات ومساعدتهن بالموعظة الحسنة والنصيحة السمحة. فكثير من التلميذات أصبحن يحملن في محفظاتهن ضمن الادوات المدرسة: أدوات الزينة وحبوب منع الحمل. قرعة الحج أصبحت قرعة الحج حاجزا يحرم كثيرا من الناس من أداء خامس ركن من أركان الاسلام وكثير من المواطنين تقدموا بطلباتهم خمس وست مرات ولم تنصفهم القرعة بالحج الى بيت الله. وفي الدارالبيضاء أصبح الناس يقولون بان الحج لم يعد سنة ولا فريضة ولكنه قرعة. ومن ألطف ما سمعته ما قاله لي أحد الاصدقاء تقدم بطلبه لأداء فريضة الحج بعد ان تاب الله عليه من الادمان على الخمور: عندما كنت سكيرا ضيعتني «القَرعة» وعندما أردت أن أحج لأغسل ذنوني حرمتني «القُرعة» ابو يحيى