الرباط: العلم عرفت أسعار النفط خلال الأسبوعين الأخيرين منحى تنازليا، متراجعة بذلك عن الارتفاعات المتواصلة التي وصلت أرقاما غير مسبوقة تجاوزت 147 دولارا للبرميل. وجرى التداول بالنفط المرجعي الخفيف، يوم الثلاثاء، تسليم شتنبر بسعر114.69 دولارا للبرميل في سوق نيويورك مسجلا ارتفاعا طفيفا مقارنة بسعر الاقفال يوم الاثنين. وفي حين كان سعر النفط يتراجع خلال المبادلات الالكترونية قبل بدء جلسة التداول ارتفعت اسعار النفط اليوم بعد ان اعلنت شركة «بي بي» البريطانية اغلاق خط انابيب لنقل النفط والغاز في القوقاز كاجراء احترازي بسبب النزاع المسلح بين جورجيا وروسيا. وفي التطورات، استقرت أسعار النفط للعقود الآجلة فوق مستوى 113 دولارا للبرميل في التعاملات الأسيوية صباح أمس الأربعاء بعد هبوطها يوم الثلاثاء الي أدنى مستوى لها منذ2 ماي في أعقاب بيانات حكومية أظهرت أكبر هبوط في الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة منذ26 عاما. وقالت ادارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الطلب على النفط في أكبر مستهلك في العالم هبط بمتوسط بلغ800 ألف برميل يوميا في النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي وهو أكبر هبوط يسجل منذ عام1982 . وسجل الخام الأمريكي للعقود تسليم سبتمبر 113.32 دولارا للبرميل مرتفعا ب31 سنتا عن مستوى الإغلاق في بورصة نايمكس بنيويورك . وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت7 سنتات الى 111.22دولارا للبرميل. والخام الأمريكي منخفض الان أكثر من30 دولارا عن أعلى مستوى له على الاطلاق الذي سجله فوق147 دولارا للبرميل في منتصف يوليوز الأخير مع تراجع الطلب العالمي على النفط بسبب أسعار الوقود المرتفعة ومشاكل اقتصادية. كما ساعد في موجة تراجع الأسعار أيضا آنخفاض الطلب الصيني، التي يعد خلال السنوات الأخيرة واحدا من أقوى الطلبات في العالم نتيجة التطورات التي عزفها هذا البلد على الصعيد الآقتصادي أدى إلى تحقيق نسب نمو عالية مما رفع احتياجاتها من النفط ومن الطاقة بشكل عام للمحافظة على وتيرة النمو الحالية. وبالرغم من هذا الانخفاض في أسعار فإن أكثر المحللين تفاؤلا يبقون على بعض الحذر، نظرا لاستمرار عدد من الأسباب التي أدت إلى ارتفاعها في السابق.وإذا كانت أوبك ترى أن المضاربات في الأسواق العالمية ساهمت بنصيب وافر في ارتفاع أسعار النفط بالرغم من كفاية الكميات المعروضة لتلبية الطلب العالمي، فإن استمرار المواجهة بين إيران والغرب على خلفية إصرار الأولى على مواصلة برنامجها النووي، ونمو الاقتصادات الناشئة، والاضضطرابات العسكرية كما حدث أخيرا بين روسيا وجورجيا من شأنه الإبقاء على الباب مفتوحا أمام ارتفاعات مقبلة قد تكون أقوى من سابقاتها، وهناك من المحللين من يتوقع أن يصل سعر البرميل إلى 200 دولار، حتى مع توقعات برفع الإنتاج. وفي هذا السياق توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تعرف السنة المقبلة زيادة في الطلب العالمي على النفط بمقدار 930 ألف برميل يوميا، وذلك بزيادة 60 ألف برميل عن توقعات سابقة، وقالت إن الطلب الأروبي سيرتفع أكثر مما هو عليه في الوقت الراهن. وبالرغم من الانخفاض الأخير في الأسعار فإن الوكالة أشارت إلى أنه من السابق لاوانه القول إن السوق بلغت نقطة تحول نظرا للتعطيلات في الفترة الاخيرة للامدادات من نيجيريا وأذربيجان، تضاف إلى ذلك الاضطرابات التي تشهدها نيجيريا بين الفينة والأخرى وتؤدي إلى تخريب أنابيب الإمدادات. وترى الوكالة أن الصين والشرق الاوسط حيث يحمي دعم الوقود المستهلكين من أثر ارتفاع الاسعار يظلان هما المحركين الرئيسيين للطلب. وأن ارتفاعات الاسعار تحد من استخدام الوقود في أوروبا والولاياتالمتحدة. إلا أن الوكالة مع ذلك تعتقد أن الرفع من الإنتاج قد يؤدي إلى تحقيق بعض التوازن في السوق، وبالتالي الحد من الارتفاع الصاروخي للأسعار. وأشارت في هذا الإطار إلى ارتفاع امدادات أوبك من النفط الخام في يوليو بمقدار 145 الف برميل يوميا الى 32.8 مليون برميل يوميا مع زيادة الانتاج من السعودية ونيجيريا وايران كما دعمت زيادات الانتاج في النرويج وكندا والارجنتين والبرازيل من الامدادات من خارج أوبك بزيادة 520 الف برميل يوميا. كما رفعت الوكالة توقعاتها للامدادات من خارج أوبك بمقدار مئة الف برميل يوميا في 2008 و2009 مشيرة الى مشروعات في بحر الشمال والولاياتالمتحدة. ويتعارض ذلك مع اراء محللين اخرين توقعوا أن تظل الامدادات من خارج أوبك محبطة.