تتواصل الحملة الدبلوماسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس للتواصل مع أعضاء مجلس الأمن من أجل شرح وجهة النظر المغربية للحل في الصحراء المغربية ، ووضع المنتظم الدولي في صورة طرح الحكم الذاتي كأرضية لإنهاء النزاع ، أياما قليلة قبل انعقاد مجلس الأمن نهاية أبريل الجاري لدراسة سبل العودة إلى المفاوضات بين أطراف الأزمة في الصحراء. ففي باريس وصف الوزير الأول السيد عباس الفاسي يوم الأربعاء بباريس العلاقات المغربية الفرنسية ب«الممتازة» . وقال في تصريح للصحافة في أعقاب مباحثات أجراها مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون «لقد تطرقنا إلى التعاون الثنائي وكذا الاتفاقيات التي يجري التحضير لها والتي تهم عدة ميادين ولاسيما المنشآت الكبرى» ، مضيفا أن الجانبين قررا عقد اللجنة العليا الفرنسية المغربية قبل متم السنة الجارية . وأبرز الوزير الأول أنه تم أيضا خلال هذا الاجتماع تناول قضية الوحدة الترابية للمملكة وكذا الجهود التي يبذلها المغرب لتنمية الاقاليم الجنوبية. وأضاف أن هذا اللقاء شكل كذلك مناسبة لمناقشة مستقبل الاتحاد من أجل المتوسط وضرورة أن تأخذ فرنسا المبادرة من أجل إعطاء دينامية جديدة لهذا المشروع «»الجد هام»», مشيرا في هذا السياق إلى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على هذا الاتحاد. وخلص السيد الفاسي إلى أن المغرب الذي يحظى بمكانة داخل الاتحاد كبلد إفريقي ومغاربي وعربي ومتوسطي وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي «»ستكون له كلمته واقتراحاته»» في إطار هذا الاتحاد. وكان السيد عباس الفاسي قد استقبل في وقت سابق بقصر الإليزي من قبل الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي الذي نقل إليه رسالة من جلالة الملك محمد السادس. وفي واشنطن سلم وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري يوم الأربعاء لكاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون رسالة خطية وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما. وقال السيد الفاسي الفهري إن هذه الرسالة تندرج في إطار «» العلاقات التقليدية القائمة بين البلدين والحوار السياسي الثنائي المثمر»» . وأضاف الوزير أن المباحثات مع السيدة هيلاري كلينتون تمحورت حول العلاقات الممتازة بين الرباطوواشنطن، وحول «»الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لنوايا وتصريحات الإدارة الأمريكيةالجديدة بخصوص حوار بناء وضروري بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي»» . وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضا الاهتمام الذي يوليه جلالته في ما يتعلق بتعبئة إدارة اوباما من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط في إطار رؤية دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن إضافة إلى الوضع في القارة الافريقية. وتابع قائلا «» كما تطرقنا إلى الوضع بالمغرب العربي وتطورات القضية الوطنية بالأمم المتحدة»». وأكد أن الجانبين أبانا عن «» تطابق قوي في وجهات النظر حول مختلف هذه القضايا»» مشيرا إلى «»الاهتمام المتبادل من أجل تعميق»» مباحثاتهما بخصوص هذا الموضوع لفائدة السلام والأمن والتقدم في مختلف المناطق المطروحة. وفي بكين سلم الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية السيد اسماعيل العلوي يوم الأربعاء رسالة من جلالة الملك محمد السادس للرئيس الصيني السيد هو جين تاو تسلمها نيابة عنه وزير الخارجية السيد يانغ جيه تشي. وتندرج رسالة جلالة الملك في إطار المشاورات المستمرة بين المغرب والصين وأهمية تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بالإضافة إلى آخر تطورات القضية الوطنية. وخلال هذه المباحثات التي حضرها بالخصوص مساعد وزير الخارجية المكلف بإفريقيا وغرب آسيا السيد جاي جيون وسفير جلالة ببكين السيد جعفر لعلج حكيم استعرض السيد اسماعيل العلوي مستجدات قضية الصحراء المغربية خصوصا بعد أن لقي مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة اهتماما متزايدا من قبل الدول الكبرى في العالم. كما تطرق السيد اسماعيل العلوي للمستوى الهام الذي تعرفه العلاقات بين البلدين وضرورة تعميقها في جميع المستويات, سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.