سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأخ محمد فوزي بنعلال يشيد بالنتائج الإيجابية التي أسفر عنها الحوار بين البرلمانيين العرب على هامش انعقاد الدورة العادية للبرلمان العربي الانتقالي بدمشق
دمشق: مراسلة خاصة: انعقدت أخيرا بالعاصمة السورية دمشق الدورة العادية للبرلمان العربي الانتقالي، وكانت اجتماعات اللجان الأربع المنبثقة عن هذا البرلمان أول ما ابتدأت به الدورة أشغالها قبل أن تنعقد جلسة عامة مطولة تناولت بالبحث والنقاش المستفيض مختلف القضايا الواردة في جدول الأعمال، والقرارات الصادرة بشأنها من طرف لجان العمل. وأعرب الأخ محمد فوزي بنعلال الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين وعضو البرلمان العربي الانتقالي عن ارتياحه إزاء النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الدورة، والتي جسدت بوضوح الرغبة التي تحدو البرلمانيين العرب في أن تجد مواقفهم وتصوراتهم للوضع العربي الراهن صداها الواسع داخل دائرة صناعة القرار العربي المشترك، وبالذات في الظروف الصعبة التي تجتازها الأمة العربية حاليا. وكان الأخ بنعلال قد أجرى اتصالات هامة على هامش انعقاد الدورة مع عدد من الأعضاء الممثلين لمختلف البرلمانات العربية، تركزت على تبادل وجهات النظر حول مختلف النقط المطروحة على الدورة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي استأثرت باهتمام المشاركين الى حد بعيد، وكذا ملف العلاقات العربية العربية وما يكتنفه من خلافات ومبادرات لتطويقها عبر إجراء مصالحات تستهدف توحيد الصف العربي حتى يتأهل لمواجهة التحديات المفروضة عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبخصوص القرارات التي تمخضت عنها الدورة يقول الأخ بنعلال أصدر البرلمان العربي الانتقالي قرارا تضمن مايلي: 1) إدانته الكاملة للعدوان الصهيوني الإسرائيلي المستمر على الشعب العربي الفلسطيني خاصة المجزرة البشعة التي شنتها آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما خلفته من سقوط العديد من الشهداء والجرحى وتدمير البنية الأساسية. 2) مطالبة البرلمانات الدولية والإقليمية والعربية وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي تأييد مطلب البرلمان العربي في تقديم الذين قاموا بمجزرة غزة الى المحاكمة الدولية كمجرمين ضد الإنسانية جمعاء وضد الشعب العربي الفلسطيني بصفة خاصة. 3) دعوة المجتمع الدولي الى الإسراع في تقديم العون الإنساني العاجل للشعب العربي الفلسطيني في غزة بما في ذلك سرعة إعادة إعمار غزة. 4) توجيه الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية على دعوتها للفصائل الفلسطينية كافة بغية توحيد مواقفها وتحقيق الوحدة الفلسطينية الكاملة لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة ترفض الالتزام بحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. 5) الرفض المطلق للإجراءات الإسرائيلية الرامية الى تهويد القدس ومطالبة البرلمانات الدولية والإقليمية والعربية التصدي لهذه المحاولات وممارسة الضغوط اللازمة لإلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بصفة عامة وبالقدس بصفة خاصة. 6) توجيه الشكر والتقدير للدول العربية والدول التي شاركت في اجتماع شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية والرامي الى إعادة إعمار غزة. 7) اعتبار الكيان الصهيوني كيانا إرهابيا يمارس إرهاب الدولة المنظم وإرهاب الأفراد. 8) مطالبة المنظمات الإقليمية والدولية الى إعادة قرار الأممالمتحدة باعتبار الصهيونية حركة عنصرية. ومن جانب آخر شجب البرلمانيون العرب الإدعاءات الإيرانية حول المزاعم التاريخية بكون البحرين جزءا من الإمبراطورية الفارسية، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وأكد على وحدة واستقلال جمهورية القمر المتحدة، حيث تجري المناورات لاقتطاع جزيرة مايوت منها، ودعا المجتمع الدولي الى احترام الحكومة الشرعية القائمة في الصومال ودعم الرئيس المنتخب، ومد يد العون لهذا البلد العربي الشقيق حتى يحقق تنميته الاقتصادية ويبني مؤسساته السيادية واعتبر أن الحفاظ على أمن البحر الأحمر وخليج عدن مسؤولية عربية. وأشار الأخ محمد فوزي بنعلال الى القرار الصادر بشأن الوضع النووي في الشرق الأوسط، والذي تضمن مايلي: 1) مطالبة الأممالمتحدة بإرغام الكيان الصهيوني للانضمام الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كدولة حائزة على هذا السلاح ووضع جميع منشآته النووية تحت نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية وإزالة كامل مخزونه من الأسلحة النووية والانصياع لقرار مجلس الأمن رقم 487 لعام 1981 الذي يطالب الكيان الصهيوني صراحة بوضع منشآته النووية تحت إشراف نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 2) التأكيد على أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية وأن يكون ذلك في إطار الأممالمتحدة. 3) التأكيد على حق الدول العربية في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية. وكانت الدورة قد تداولت بعمق حول مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير، واطلعت على توصية من لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، وأصدرت قرارها التالي الرفض القاطع، وبشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك أبدت الدورة المساندة المطلقة للمبادرة اليمنية المقدمة في هذا الصدد، وطلبت من رئيس البرلمان العربي الانتقالي أن يرفعها الى الأمين العام للجامعة العربية حتى تأخذ طريقها نحو الإقرار من طرف القادة العرب. وصدرت عن الدورة قرارات هامة أخرى، من بينها ضرورة دعم الشعب الفلسطيني ثقافيا ووضع خطة مشتركة للنهوض باللغة العربية لتنخرط في مجتمع المعرفة بكامل الفعالية، وإصدار مجلة ثقافية خاصة بالبرلمان العربي، وفي الجانب الاقتصادي العمل على تشجيع الاستثمارات العربية البينية وتسهيل مأمورية المستثمرين العرب وتحفيزهم بالتسهيلات الضرورية، ورفع سقف المبادلات التجارية وإعطاء الأولوية للتشغيل والحماية الاجتماعية . وحول تنظيم ندوة حول حقوق الأسرة والمرأة والطفل في الإسلام والقانون المقارن، أفاد الأخ فوزي بنعلال أن هذه الندوة ستنعقد بتنسيق بين اللجنتين القانونية والاجتماعية للخروج برؤية موحدة حول مواضيعها ومحاورها، وستستضيفها الجماهيرية الليبية في موعد سيتحدد فيما بعد، وأوكل البرلمان لرئيسه القيام بالترتيبات اللازمة التي سيتفق عليها رئيسا اللجنتين. إن البرلمان العربي الانتقالي يمضي في اتجاه إرساء قواعده وتنظيم هيكلته يؤكد الأخ بنعلال وذلك بهدف استكمال الهدف الذي أنشئ من أجله عند انعقاد القمة العربية في الجزائر سنة 2005 ، ومن الطبيعي أن تكون هناك صعوبات، ولكن الأهم هو تجاوز هذه الصعوبات بالحكمة والاتزان حتى يتحقق الهدف.