يرى الكثير من علماء النفس أن هناك خمس أزمات عاطفية أساسية في حياة المرأة مرتبطة بمراحل معينة في عمرها قد تشكل مصدراً للضغوطات التي قد تكون مسؤولة عن ظهور أعراض مرضية نفسية. هذه المحطات تشمل مرحلة المراهقة ما قبل الزواج والزواج، الحمل، ما بعد الولادة وخلال سن اليأس والشيخوخة. 1 مرحلة المراهقة: وهي مرحلة صحوة جسد المرأة الكامن حيث يبدأ جسد الطفلة في النمو والتحول السريع ويصاحب ذلك تغييرات نفسية مهمة تحتار الفتاة إزاءها وتبدأ بالشكوى من التعب وآلام الرأس ونزول دم الحيض وأوجاعه وفقدان الشهية أو زيادتها والخجل. وتساهم التربية السليمة والتنشئة المتوازنة والتفسيرات الضرورية من قبل الأسرة والمؤسسات التعليمية في تهيئة الفتاة ومساعدتها في تجاوز هذه المرحلة والتخفيف من أوجاعها واضطراباتها. 2 الزواج وما قبله: قد تكون الفتاة خائفة وغير مهيئة لفكرة الزواج نتيجة لترسبات عديدة ناتجة عن نماذج لزيجات سيئة في بيئتها أو نقص في نضجها العاطفي أو خوف من المجهول فتفقد شهيتها ويقل وزونها ويضطرب نومها ويخطئ الأهل بحسن نية أحياناً حينما يعللون ذلك بانشغال الفتاة في تجهيز نفسها للزفاف وينشغلون بدورهم في التحضير للزفاف وآثاث المنزل وغيره وينسون اهتمامات الفتاة وهمومها ومخاوفها وقلقها. وتساهم التربية السليمة في تخفيف وطأة الأزمة كما تلعب الثقافة الجنسية دوراً هاماً في تخفيف خوف الفتاة من ليلة الزفاف وأوهام غشاء البكارة. 3 الحمل الأول: حيث يتغير شكل الجسد ويفقد الكثير من تناسقه وسحره. ويزداد الوزن وتزداد متاعب المرأة نتيجة لأعراض الحمل. وتتبرع الكثيرات من النساء الأكبر سناً في إعطاء أفكار خاطئة عن الحمل والولادة ومخاطرهما مما يؤدي الى ارتباك المرأة الناشئة وتهيبها وقلقها وبنظرة بسيطة الى أعداد البشر تدرك أن جسد المرأة مهيأ لهذه الوظيفة الأساسية التي تؤمن استمرارية النوع ولذلك ليس على الفتاة خشية هذه المرحلة الفسيولوجية الرائعة من أنوثتها. 4 اكتئاب ما بعد الولادة: هناك عدة عوامل تؤدي الى ذلك منها عدم التهيؤ النفسي للفتاة وقلة نضجها وشكها في قدرتها على رعاية وليدها وأوهامها بأن زوجها انصرف عنها ولم يعد يحبها أو يهتم بها لعدة عوامل تراها أو تتوهمها كزيادة وزنها وترهل جسدها نتيجة لآثار الحمل ومنافسة الطفل، لها فتكثر من استيائها وتحاملها على زوجها وتهمل نفسها ولا تكترث لجمالها أو قد تنصرف الى الوليد وتنسى تماما حقوق زوجها فيؤدي ذلك الى إهماله لها. والعلاج يكمن في توعية المرأة بمثل هذه الحالات وطمأنتها وتحمل الزوجين لمسؤولية تربية الطفل وتنشئته والسهر عليه معاً، وانها ستكتسب الخبرة مع الوقت في هذا الموضوع بينما ستقوم أمها وقريباتها بمساعدتها أما الجسد فسيرجع الى نضارته وسحره إذا اهتمت بنفسها. 5 سن اليأس: تتداخل عوامل عديدة في هذه المرحلة فتؤثر في حياة المرأة فهناك الفراغ الذي يتركه كبر الأبناء ومغادرتهم للمنزل وانشغال الزوج بتأمين مركزه المهني والاجتماعي إضافة الى توقف الدورة الشهرية وانعكاساتها وأعراضها، مثل القلق والتور والإرهاق والعصبية والنرفزة وقلة الرغبة الجنسية والهبات الساخنة وإحساس المرأة بأنها لم تعد جذابة وأن سحرها قد انطفأ وان لا أحد يهتم بها فتشعر بالوحدة وينتابها اليأس ومن هنا جاءت التسمية الغريبة المنفرة لهذه المرحلة العمرية التي يجب أن تعتبرها المرأة مرحلة النضج والعطاء والصراحة مع الزوج لتجاوز الكثير من المشاكل. ولعلاج الاعراض المتعلقة بالنقص الهرموني يمكن أن تلجأ المرأة الى الطبيب ليساعدها بالعلاجات العديدة والمتوفرة التي تخفف الأعراض أو تزيلها وتعيد البهجة والمسرة إليها.