تأتي هذه الأزمة عند الرجل مع تقدم السن وبصورة بطيئة يستطيع الرجل في كثير من الأحيان التغلب عليها ، وبعض الرجال يتغلبون عليها ظاهريا كمن يحاول إخفاء عمره الحقيقي أو الإتيان بسلوكيات أصغر من عمره أن يتصابى مثلا وهنا يصف البعض سن التقاعد بأنها الأزمة الحقيقية التي يمر بها الرجل مثل سن اليأس عند المرأة حيث تنتاب الرجل في سن التقاعد حالات نفسية حادة في بعض الأحيان كالاكتئاب والعصبية الزائدة ، وبعضهم قد يفكر من جديد بالزواج في هذا العمر ليثبت أنه مازال قادرا على العطاء خاصة وأن الرجل يستطيع الإنجاب إلى سن متقدمة بخلاف المرأة ، وعموما التغييرات الفسيولوجية تحدث لكلا الجنسين سواء كان رجلا أم امرأة ولكن تأتي للرجل بطيئة ويستطيع التغلب عليها بشكل أكبر . تقسيم أريكسون
: قد يكون العالم «اريكسون» هو العالم النفسي الذي قام بتصنيف وتقسيم المراحل الحياتية لنمو الإنسان وجعلها تتلخص في مراحل ثمانية منذ الولادة وحتى الموت ، وأن آثار أزمة «منتصف العمر» عند الرجل قد تبدأ في الظهور في منتصف المرحلة السابعة من تقسيم «اريسكون» أو في نهايتها مما يعني أنها قد تقع في منتصف الأربعينات أو بداية الخمسينيات ، وقد يكون ظهورها مبكرا عند بعض الرجال ، وقد يتأخر عند البعض إلى منتصف الخمسينات . بعضهم قد يفكر من جديد بالزواج في هذا العمر ليثبت أنه مازال قادرا على العطاء أما علاج هذه المرحلة فيكون بتبصير الفرد بطبيعة هذه المرحلة ، ومساعدته في حل الأزمات اذا أخفق في التعامل بواقعية مع كل ما يواجه من مشاكل وعندها قد يستطيع الفرد أن يعود لممارسة حياته بالشكل الطبيعي والمطلوب وجهة نظر تتركز حول الجوانب البدنية للمسألة ، فالرجل لا يمر بمرحلة انقطاع لإفراز هرمونات الذكورة حيث يتمتع الرجال في الهرمونات أما في هذه السن بحالة طبيعية مرحلة الشيخوخة فقد يطرأ بعض الانخفاض في إفراز هذه الهرمونات إلا أن نسبتها تظل بصفة عامة جيدة ، لذا لا تكون الهرمونات هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن أي تغيرات جسدية أو ذهنية أو نفسية قد يمر بها الرجل في مرحلتي متوسط العمر أو الشيخوخة حيث يكون ظهور التغيرات عادة مصاحبا لأمراض الشيخوخة خاصة ظاهرة تصلب الشرايين أو بعض الأمراض الشائعة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم أو نتيجة تناول بعض العقاقير التي قد تحدث بدورها بعض الآثار الجانبية فتسبب اضطرابا في بعض الوظائف الجسدية أو الذهنية أو حتى النفسية .
علاج هذه المرحلة يكون تنوير الفرد بطبيعة هذه المرحلة ، ومساعدته في حل الأزمات وعند الرجل تظهر هذه الأزمة إما بتغيرات واضحة كتغير العمل أو الحياة الزوجية أو ظهور مرض الاكتئاب أو الوقوع في الإدمان على الكحول والمخدرات أو تغير كامل في نمط الحياة . وقد تحدث الأزمة بصورة خفية حيث يستشعر الرجل أنه غير قادر على القيام بأعبائه المتعددة أو أن الضغوط التي يتعرض لها أكبر من مقدرته وإمكاناته مما يجعله يعيد النظر في كثير من جوانب حياته الزوجية والعملية وما حققه في حياته . والعلماء الذين أنجزوا دراسات في هذا المجال يفسرون هذه التغيرات تفسيرات متعددة مثل أن الإنسان في منتصف العمر يبدأ بالشعور بأنه يهرم وقد بلغ اشده وأصبح يفقد قواته وطاقاته ويقبل على الشيخوخة والموت مما يجعله يتساءل عن كل شيء في حياته ويحاسب نفسه وهذا بدوره يؤدي إلى الاكتئاب والتغيرات الجذرية التي تحدث نتيجة لهذه الأزمة . ويرى هؤلاء العلماء أن أزمة منتصف العمر هي مرحلة تطورية في حياة الإنسان تمر على حسب الظروف المحيطة به فقد تكون أزمة إيجابية مؤقتة تقود إلى الاضطراب النفسي والاجتماعي .