بات من الأكيد أن سكان مقاطعة سيدي البرنوصي عاشوا وسيعيشون معاناةعمرهم اللحاق بركب التنمية التي تشهدها جهات الدارالبيضاء حيث يلاحظ اقصاؤهم من الفرص المتاحة في هذا المجال الترابي الذي يقتسم ريعه مسؤولون علق عليهم السكان كل طموحاتهم لإخراجهم من العزلة المضروبة عليهم وفك طوق الحصار عنهم، لكن خيبوا آمالهم في تحقيق مطالبهم التي طواها النسيان رغم بساطتها ومشروعيتها وهو ماتؤكده الأحداث المتسارعة التي كشفت بالملموس أن الوعود التي قطعها المسؤولون عن تسيير المقاطعة على أنفسهم كانت كلاما عابرا وربما ستستعيد الوعود حيويتها من جديد مع الإستحقاقات المقبلة.هذا ما صرح به مجموعة من المواطنين للجريدة بنبرة يغلفها اليأس والإحباط وبنظرة متشائمة إلى المستقبل إذ اعتبروا أن المنطقة ستزداد عزلة وتهميشا في ظل اللامبالاة التي تراكمت إبان المجالس السابقة والتي يبديها المسؤولون والمنتخبون المحليون للمنطقة التي يدر ضرعها خيرات عديدة لكن لا تعرف وجهتها الحقيقية؟ فأسلوب اللامبالاة يتجلى في غيابات الرئيس المتواصلة تاركا مصالح السكان في خبر كان، ولولا حضور النائب الأول لذهبت مصالحهم أدراج الرياح. ويضيف المواطنون أن السكان علقوا آمالهم على منتخبين اعتقدوا أنهم سيبددون أحزانهم بتحقيق منجزات تعتبر مطالب عادية في ظل الديناميكية التي تعرفها البلاد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي راهنت على الاعتناء بالعنصر البشري باعتباره محور كل تنمية مستدامة لكن رغم الشعارات التي رفعوها فإن المنطقة تغرق في عزلة تامة لانعدام بنيات لا يحتاج تحقيقها إلا إرادة المسؤولين. السكان سئموا من وجوه ظلت جاثمة منذ 1983 وكان الوقت لم يكن كافيا لصياغة برامج عملية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي تجعل من المنطقة رافعة صناعية لتموقعها المتميز جنوبا وغربا وشمالا. لكن يبدو ان المكلفين بتدبير شؤون المنطقة فقدوا البوصلة وروح الابتكار وانساقوا وراء المصلحة الخاصة المربحة و استعمال جميع الوسائل التي تضمن العودة السريعة إلى الكراسي وتحول الفعل التنموي الى منح الصدقات للسكان ذوي الحاجة مع تدوين أسمائهم وأرقام هواتفهم للتذكير بما مُنحَ عند الحاجة؟؟