انعقدت أخيراً بمقر الجماعة الحضرية فاس، دورة فبراير العادية للمجلس الجماعي، والتي تغلب عادة على جدول أعمالها المصادقة على الحساب الإداري. وتناولت المقررات الجماعية الأخرى السياسة التشاركية والتعاونية للمكتب المسير وللمجلس الجماعي، وكذا تنمية المجال الاجتماعي، والعلاقات الخارجية لمدينة فاس. كما عبرت عدة مواقف اتخذها رئيس المجلس الجماعي عن حسن تعاونه مع حزب معارض، مما يدل على استعدادات ومؤهلات تواصلية جيدة لعمدة المدينة. و نحلل السياسة المالية للمجلس كما عبر عنها الحساب الإداري والإنجاز الميداني. بنية الإنفاق المالي برسم سنة 2008 حقق التدبير المالي للمجلس الجماعي لمدينة فاس برسم سنة 2008، فائضاً في الميزانية ناهز 50.7 مليون درهم، وذلك بحكم أن المداخيل المستخلصة بلغت 468 مليون درهم، مقابل 417 مليون درهم من المصاريف. وسيتوجه بطبيعة الحال هذا الفائض نحو برامج تجهيزية جديدة. وشملت بنية ميزانية التسيير البالغة 468 مليون درهم العناصر التالية: - بلغت الضرائب المحولة المتعلقة بالضريبة الحضرية ورسم النظافة وضريبة التجارة مبلغ 124 مليون درهم، أي 26/_ من الميزانية. - أما الضرائب والرسوم المحلية فناهزت 181 مليون درهم، أي 39/_ من الميزانية. وهي المداخيل التي استخلصت بنسبة 149/_ مقارنة مع التقديرات المتعلقة بها والبالغة 121 مليون درهم. - واحتلت عائدات الضريبة على القيمة المضافة 35/_ من الميزانية، أي 162 مليون درهم. أما نفقات التسيير فبلغت 417 مليون درهم، أي بنسبة ترشيد 5/_ مقارنة مع الاعتمادات الموازية المقترحة بالميزانية، التي قدرت ب441 مليون درهم. وتكونت هذه النفقات من: - كتلة الأجور والأقساط السنوية للدين ومنح المقاطعات ونفقات تدبير قطاع النظافة والماء والكهرباء وإمدادة الوكالة المستقلة للنقل الحضري والتعويضات المدفوعة للخواص، وذلك بمبلغ 388 مليون درهم، أي بنسبة 93/_. ولم تتعد نفقات تسيير مختلف المصالح الجماعية مبلغ 29 مليون درهم، أي 7في المائة. وفيما يخص بتحملات التجهيز، فقد بلغت ما مجموعه 411 مليون درهم، وتتعلق بعدة مشاريع تم إنجازها أو هي في طور الإنجاز، ومن بينها: - أشغال التهيئة الحضرية المرتبطة بتشييد وإصلاح الطرق والإنارة العمومية والأغراس، وخاصة على مستوى شارعي طريق صفرو وطريق إيموزار، وغيرهما. -الشروع في إصلاح وتثنية الشارع الحضري الذي يربط بين شارعي طريق إيموزار وطريق صفرو. - -تشييد وإصلاح البنايات الجماعية الرياضية، حيث أنجزت القاعة المغطاة الفتح، والأشغال جارية بقاعات جنان الورد وعين عمير بسايس ودرب العامر بفاسالمدينة. وستبتدئ الأعمال قريباً لإنجاز قاعات المسيرة والأدارسة وواد فاس. -- تدعيم أسطول النقل الحضري لفاس، وذلك باقتناء 12 حافلة لفائدة الوكالة المستقلة للنقل الحضري. -المساهمة في أشغال المبادرة المحلية للتنمية البشرية. اقتناء الأراضي الخاصة بمحطة بوجلود ومقر المركب التجاري المنظر الجميل. - - إنجاز الدراسات المتعلقة بتشييد حديقة النباتات والطيور والمكتبة الجماعية الكبرى وشاطئ فاس وسوق الجملة لبيع الجلود وفندق الصفارين وتهيئة ضريح ابن الخطيب. وشمل التدبير المالي للمجلس الجماعي الحضري برسم سنة 2008 كذلك سياسة دعم الوكالات الحضرية ومجالس التنمية الاقتصادية، ومن ذلك: - منح إمداداة للوكالة المستقلة للنقل الحضري لفاس بمبلغ 10 مليون درهم. - دعم الوكالة الحضرية لإنقاذ فاس ب1.5 مليون درهم من أجل مساعدتها على القيام بالمهام المنوطة بها. - إمداد المجلس الجهوي للسياحة ب800 ألف درهم من أجل المساهمة في إنعاش السياحة بمدينة فاس. هكذا يفضي التدبير المالي المنجز برسم سنة 2008 إلى الوقوف عند الخلاصات والاستنتاجات الإيجابية التالية: بلغت نسبة استخلاص مداخيل التسيير 106في المائة مقارنة مع المداخيل المقترحة. شهدت المداخيل الناتجة عن الضرائب والرسوم المحلية ارتفاعاً بنسبة 142في المائة، حيث ناهزت الاستخلاصات 181 مليون درهم سنة 2008، مقابل 75 مليون درهم عند انطلاق الولاية الجماعية الحالية متم سنة 2003، أي بزيادة مبلغ 106 مليون درهم. - لم تتعد الزيادة في الأقساط السنوية للدين مبلغ 17 مليون درهم، إذ كانت سنة 2003، 72 مليون درهم، وأصبحت 89 مليون درهم سنة 2008. ومبلغ الزيادة هذا ضعيف مقارنة مع الزيادات التي سجلت في نفس الفترة في استخلاص الضرائب والرسوم المحلية والتي بلغت 106 مليون درهم. هكذا يلاحظ، إذن، أن التدبير المالي للمجلس الجماعي لمدينة فاس برسم السنة المالية 2008، يراهن على استخلاص الضرائب المحلية، وعلى الإنفاق في التجهيزات والمرافق العمومية، كما هو حال الطرق والقاعات الرياضية.