سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحزب الشعبي الاسباني يزيد الخناق تشددا على البوليساريو وفالسوم ينتقد المجتمع المدني الاسباني مواقف البوليساريو متشددة وعنيدة ومفهوم تقرير المصير لا يعني بالضرورة الاستقلال
أعرب الحزب الشعبي الإسباني عن أسفه إزاء الموقف المتشدد «للبوليساريو» محذرا من أن نزاع الصحراء قد يتسبب في ملل المنتظم الدولي. وأكد المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشعبي بالبرلمان السيد غوستافو دو أرستيغي في تصريح لوكالة الأنباء الاسبانية «سيربميديا» أن «مفهوم الحكم الذاتي لا يتعارض مع مفهوم تقرير المصير». واستحضر السيد ارستيغي في هذا السياق تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد بيتر فان والسوم الذي كان قد استبعد فيها خيار استقلال هذه المنطقة. وتابع قائلا « إن ما نطلبه يتمثل في إيجاد حل دائم أي حل واقعي يحظى بقبول الطرفين وذلك في إطار الأممالمتحدة والشرعية الدولية . وأشار المسؤول الاسباني إلى أنه «من البديهي أن يلتزم المنتظم الدولي بما تقره الأممالمتحدة» بما أنه ينبغي أن يحظى موقف الأممالمتحدة بالقبول سواء أراق ذلك أكثر أو أقل اسبانيا وباقي البلدان الأطراف في هذه المنظمة. ودعا السيد دو أرستيغي إلى البحث عن حل دائم وسلمي لنزاع قد يتسبب في ملل ليس فقط الأطراف بل كذلك المتنظم الدولي وهو الأمر الذي من شأنه أن يمس بشكل واضح باستقرار المنطقة. كما حذر المسؤول الاسباني من تشدد موقف «البوليساريو» الذي قدم مقترحاته بتصلب وعناد شديدين خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جرت في مانهاست. وأوصى دو أرستيغي في هذا الاتجاه الأطراف بالتحلي بمزيد من الانفتاح على «الحوار والتفاوض» بما أن السيد بيتر فان والسوم وصف الجولات الأربع الأخيرة للمفاوضات بالعقيمة بسبب الموقف المتصلب للبوليساريو. ومن جهة أخرى أكد على أن اتفاقا بين المغرب والبوليساريو يمنح حكما ذاتيا موسعا للمنطقة لا يتعارض مع مفهوم تقرير المصير أو مع الاستفتاء . واعتبر السياسي الاسباني أن مفهوم تقرير المصير لا يعني بالضرورة الاستقلال موضحا أن الأمر يتعلق بأحد مبادئ القانون الدولي القابل للتطبيق على مسلسلات تصفية الاستعمار بشكل لا يستطيع معه القوميون المتعصبون التشبث بهذه المفاهيم للمطالبة باستقلال أراضيهم وذلك ضدا على رأي أغلبية سكان هذه الأراضي . ويذكر أن الحزب الشعبي الاسباني عضو في أممية أحزاب الوسط الى جانب حزب الاستقلال والذي كثف اتصالاته خلال السنوات الأخيرة مع الحزب الشعبي الاسباني خصوصا فيما يتعلق بوحدتنا الترابية . وتجمع الحزبان علاقات وطيدة كان آخر محطاتها حضور حزب الاستقلال مؤتمره الأخير الذي انعقد بمدينة فالانسيا الاسبانية وأعاد انتخاب راخوي على رأس قيادة الحزب. من جهة أخرى انتقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد بيتر فان والسوم المجتمع المدني الإسباني لتشجيعه « البوليساريو» على المراهنة على الاستقلال والمساهمة بذلك في «إطالة أمد معاناة» المحتجزين في مخيمات تندوف. ودعا السيد فان والسوم في حديث لصحيفة (إل بايس) الإسبانية الإسبانيين المنشغلين حقا بمصلحة الصحراويين إلى أن يسالوا أنفسهم ما إذا كانوا يتصرفون بشكل سليم بتشجيعهم «البوليساريو» على «الاصرار على الإستقلال التام». وبعد أن دعا إلى البحث عن «حل توافقي مستلهم من أرض الواقع» أكد السيد فان والسوم أن «الواقع السياسي على الأرض يوجد بين يدي المغرب» .