أكد السفير الصيني بالمغرب، سون شو زونغ، رغبة بلاده في الحضور المستمر في إفريقيا، معتبرا أن التعاون الصيني الإفريقي شهد دينامية كبيرة، باعتباره نموذجا متميزا للتعاون جنوب-جنوب، الذي شهد تقدما مشجعا خلال السنوات الأخيرة بتوقيع 243 اتفاقية جديدة قدرت قيمتها 50.7 مليار دولار، وعبر عن رغبة الصين الملحة في تقديم الدعم المستمر للبلدان النامية، وقناعته أن الصين والبلدان النامية الأخرى، ستطور مستقبل التعاون في مجال التصنيع والإنتاج. وأشاد السفير بالزيارة الناجحة للملك محمد السادس للصين، التي مكنت من التنسيق المشترك وتقارب وجهات النظر للنهوض بمستقبل التعاون المغربي الصيني، مذكرا بالمقومات الجغرافية والسياسية والاقتصادية المغربية التي جعلت منه فاعلا ديناميا داخل إفريقيا، ومكنته من لعب دور محوري وفعال في التعاون الإفريقي الأسيوي الأوروبي. جاء ذلك في افتتاح أشغال الندوة الدولية المشتركة الأولى حول التعاون الإفريقي الآسيوي يومي 19-20 دجنبر الجاري، التي نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع مركز الدراسات الإفريقية بجامعة نانجين الصينية، ومركز الدراسات الأورو-إفريقية بجامعة هانغ يانغ الكورية، و معهد ميجي للدراسات الكونية بجامعة ميجي اليابانية، وبتعاون مع مركز الأبحاث التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، ومعهد كونفوشيوس بالرباط، و المركز الإفريقي للدراسات الأسيوية. وفي كلمته بالمناسبة، أكد رئيس جامعة محمد الخامس، سعيد أمزازي، على أن السياسة الخارجية للمغرب في عهد الملك محمد السادس، تتميز بتنوع آفاقها وتعدد شركائها، واهتمامها المستمر بالقارتين الإفريقية والأسيوية. معتبرا أن التعاون الإفريقي- الآسيوي، يعرف تجديدا لبنياته وعناصر تنسيقه وآلياته المؤسساتية، من خلال إعطاء أولوية واضحة لمحور البيئة والتغيرات المناخية، والربط نجاح التنمية المستدامة بالنجاعة الأمنية. وقال رئيس الجامعة، إن المغرب أصبح يلعب دورا رئيسيا في تنسيق التعاون الثلاثي بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، من خلال موقعه الجغرافي، والخبرة الوازنة التي راكمها في مجال التنمية المستدامة والأمن. وأفاد بلاغ اللجنة المنظمة، أن الندوة الدولية نظمت في سياق ما تشهده القارة الإفريقية من اهتمام متزايد من طرف عدد من الدول الأسيوية، خاصة الصين و اليابان و الهند و كوريا الجنوبية, سواء داخل الإطار الثنائي للتعاون بين الدول، أو من خلال المنتديات التي تم إحداثها منذ العشرية الأخيرة للقرن الماضي، وبخاصة مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية إفريقيا، والمنتدى الصيني الإفريقي للتعاون، والقمة الإفريقية الهندية، والمنتدى الكورية للتعاون الإقتصادي. وانطلاقا من رغبة الدول الآسيوية في توسيع تعاونها مع الدول الإفريقية ليشمل قطاعات جديدة مثل الطاقات المتجددة، والسياحة والأعمال، والتغيرات المناخية والأمن والتعاون في الصناعات و الأمن الغذائيين. الصين تضخ أزيد من 50 مليار دولار للاستثمار في إفريقيا وأجمع الباحثون المتدخلون في أشغال الندوة على للدور التي أصبح يلعبه المغرب داخل نسيجه الإفريقي، بحضوره الدبلوماسي والاقتصادي، وكذا بعمله الطلائعي في تعزيز الاندماج القاري، وتعزيز قنوات التعاون جنوب-جنوب، ثم من خلال توسيع شراكاته مع الدول الأسيوية، واتجاه أنظار عدة فاعليين أسيويين نحو المغرب. مؤكدين على انخراط المغرب في مسار تعاون من أهم مقوماته تجاوز مقاربة المساعدات, واختيار مقاربة تشاركية، تتمركز أساسا حول الشراكات المتوازنة وتوسيع برامج الاستثمارات لصالح الدول الإفريقية، إلى جانب ضمان التوازن بين الفاعلين الأفارقة والفاعلين الأسيويين. وأكد الباحثون على أهمية التعاون الآسيوي الإفريقي الذي سيمكن من خلق شراكة حقيقية، وأرضية للتعاون جنوب-جنوب ، على أساس معادلة رابح-رابح، وهو ما سيمكن من الرقي بمستقبل الدول النامية.