يبدو أن القابضين بأنفاس الحكم في الجزائر الشقيقة ليس لهم من انشغال و لا اهتمام إلا ما يقوم به المغرب والتفكير و التخطيط لإفشاله. ويتأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المغرب تحول إلى هاجس يشغل عقول الأجهزة في هذا القطر الشقيق و إلى كابوس يقض مضاجعهم. لاحظوا أن القابضين بأنفاس الحكم في بلد المليون و نصف المليون شهيد تركوا وراء ظهورهم جميع المشاكل والإشكاليات التي ترهن مستقبل الشعب الجزائري الشقيق و هي كثيرة ومتعددة، وتفرغوا بالكامل للبحث عن سبل الإساءة إلى المغرب والمغاربة من خلال تنظيم فعاليات يعتقدون أنها قادرة على الحد من تأثيرات المبادرات المغربية التي لاقت تجاوبا وترحيبا. واضح جدا أن الجولة التاريخية التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس في أعماق إفريقيا، وقادته لحد الآن إلى العديد من الأقطار الإفريقية الوازنة، و التي أثمرت نتائج مبهرة تمثل النموذج المتفرد للتعاون جنوب – جنوب، شغلت كثيرا وعميقا القابضين بأنفاس الحكم الحقيقيين هناك، و لا أقصد طبعا رئيسا عليلا يلامس المصير المحتوم علينا جميعا كل لحظة وحين، و لذلك سارعوا إلى إعداد خطة للمواجهة و السعي إلى الحد من تأثيرات النتائج الإيجابية للجولة الملكية في القارة السمراء. هكذا بدا لهم أهمية تنظيم ما سموه هناك (المنتدى الإفريقي للاستثمارات) الذي يتوقع أن تنطلق أشغاله بعد ثلاثة أيام من اليوم. وهكذا بدات لهم فجأة أهمية تنظيم ملتقى دولي حول موضوع «إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا « و الذي بدأ أشغاله يوم الثلاثاء الماضي، و كم كان رئيس الديبلوماسية الجزائرية غبيا حينما كشف في كلمته الرسمية التي ألقاها بالمناسبة عن الهدف الحقيقي من تنظيم هذه الفعالية، حيث دعا إلى الوقوف إلى جانب (الشعب الصحراوي). مع اقتناعنا بأن النصيحة لا تجدي نفعا مع حاكمين منافقين يقولون غير ما يفعلون، ففي نفس الوقت الذي يدلي فيه الوزير الأول الجزائري بتصريحات اعتبرت إيجابية حول العلاقات المغربية- الجزائرية، لا يتردد القابضون الحقيقيون بأنفاس الحكم هناك في الإقدام على ما يعاكس ذلك و مع ذلك ندعو لهم بالهداية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: