كتب : رشيد زمهوط قال وزير خارجية جمهورية الانفصاليين أن مخطط الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب يعيق بناء مغرب عربي موحد و يهدد انسجام المنطقة وسلمها واستقرارها ، و أضاف أن تمسك الحكومة المغربية بهذا المقترح لا يسهم في إنجاح الجولة الخامسة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب . و كان وزير آخر بجمهورية الوهم قد اعتبر بنبرة الواثق في وقت سابق أن تحقيق الوحدة المغاربية رهين بتسوية ملف الصحراء . المتمعن في توقيت و حمولة تصريحات الانفصاليين فيما يتعلق بقضايا المنطقة المغاربية ككل سواء من زاوية مسار القطار المغاربي المتعثر أو من واقع التحديات الأمنية الاقليمية التي تواجه المنطقة ككل و تستفز جهود المنتظم الدولي سيصطدم من حمولة و نوايا جبهة البوليساريو و سيستحضر بالضرورة حقائق تاريخية موثقة بمعاهدات و إتفاقيات ملزمة لأطرافها . مبدئيا تشكل جمهورية الوهم و منطقة “ النفوذ الممنوح “ لمسلحي الجبهة الانفصالية من بين المناطق الأكثر تعقيدا و حساسية أمنيا بالعالم , فالعديد من التقارير و الدراسات تبرز تنامي النشاط الارهابي بالمنطقة وتتنبأ بالعواقب الأمنية التي يطرحها بالنسبة للسلم و الاستقرار بالمنطقة ككل في الوقت الذي أضحى تمركز الخلايا و مخيمات تدريب المسلحين يستمد قوته الضاربة و المهددة من علاقاته المتشعبة مع نشطاء تهريب المخدرات و الأسلحة و عصابات التهجير السري و تجارة الممنوعات , و بالتالي فقادة البوليزاريو الذي تؤكد الحقائق الميدانية تورط العديد منهم في صفقات مشبوهة مع عصابات المسلحين و الخارجين عن القانون بمثلث الرعب بالصحراء الافريقية الكبرى مسؤولون ضمنيا عن أي تهديد يطال الاستقرار و الأمن بالمنطقة المغاربية ككل و من هذا المنظور يتعين أخد تصريحاتهم المعلنة بمأخذ الجد و المسؤولية بما ينبىء بتطور خطير للأطروحة الانفصالية نحو حرب العصابات على شاكلة قراصنة البحار . المعطى الثاني حول مبرر و سياق تقمص قادة الجبهة لدور الفاعل الرئيسي في مسار الاتحاد المغاربي المؤسس بمعاهدتي مراكش و زيرالدة التي تنص بوضوح لأطراف الاتحاد و وحقوقهم و واجباتهم وفي مقدمتها امتناع أي حكومة من دول المعاهدة عن دعم أو إحتضان أراضيها لنشاط من شأنه أن يهدد أمن بلد جار ووحدته الترابية . و الحال أن الجزائر التي ترعى منذ زهاء ثلاثين سنة بصحرائها مراكز تجمع البوليزاريو التي تحول وجودها من مجرد جماعة انفصالية الى تهديد حقيقي لأمن المنطقة و الجيران و أضحى زعماؤها برضا أو بإيعاز من المسؤولين الجزائريين يتناوبون على إطلاق تصريحات التهديد و المساومة بل و تعدوا هذا السقف للتدخل في شأن داخلي يهم بالنصوص و الأعراف سيادة خمس دول يتعين أن تكون ردة فعلها في مستوى هذا التطاول المتعمد الذي ينطوي على العديد من المنزلقات و المفاجئات غير السارة