أتفق العرب علي ألا يتفقوا واجتمعوا علي ألا يجتمعوا ، برغم مشاهد الدمار والخراب في قطاع غزة لليوم الثامن عشر علي التوالي لم تكن كفيلة لإقناع الحكام العرب بالموافقة علي عقد قمة عربية في حين الطائرات الإسرائيلية تكثف من غاراتها الجوية وتستهدف المواطنين الآمنين وترتكب جرائم أكبر دعوي التشرذم العربي . فما تزال المهازل الدبلوماسية العربية سيده الموقف ،بينما كان الجميع يتوقع أن يعلن عمرو موسي الأمين العام لجامعه الدول العربية ، عن اكتمال النصاب القانوني بعد القمة والذي يتمثل في موافقة ثلثي أعضاء الجامعة العربية ،ظهر علي شاشات التلفاز ليصرح عن عدم اكتمال النصاب معلناً بذلك فشل المساعي لعقد القمة العربية . ويبدو أن السادة حكام وزعماء وملوك العرب لم تدعهم النخوة بعد للاتفاق فما زالت صور الأشلاء من الأطفال والنساء ومئات الشهداء وآلاف الجرحى والخراب والدمار الواسع الذي ألحقه جيش الكيان الغاصب في قطاع غزة غير شفيعاً عند هؤلاء الحكام الذين أغلقوا عيونهم وعقولهم لإزاحة الغمة عن ذويهم وإخوانهم في القطاع المنكوب . فها هم بين موافق ،ومعارض ،مؤيد ،وأخر ليس له بالموضوع أي صله ،وبين محرض لعدم انعقاد القمة ،فهاهي تقود مصر والسعودية قطار إفشال عقد القمة ،لحرمان قطر من اكتمال النصاب وحرمان الرئيس السوري بشار الأسد من منبر قوي قد يتخذه مجددا لتوجيه انتقادات عنيفة لموقف الرئيس مبارك مثل ما حدث في حرب العراق . فما زال العناد المصري السعودي يحول من نجاح القمة لأن قطر هي من دعت للقمة ، وسوريا هي من سترأس القمة باعتبارها الرئيس الحالي للقمة العربية ، ويبدو أن هناك حرج سيوقعهم فيمن سيمثل فلسطين في القمة هل هي حكومة حماس المغضوب عليها ، أم عباس المنتهي ولايته . أمام هذا الانقسام الحاد في القرارات الرسمية ، العربية والموقف العربي المتفرق تتخذ إسرائيل أريحية أكبر وتغطية رسمية قدمت لها علي طبق من ذهب ،لانتهاك القطاع وإلحاق أضرار أكبر وقصف مواقع أكثر قبل انتهاء العرض . وإلا فما نراه من قصف عشوائي علي الحدود المصرية لهدم الأنفاق ، واستباحه المجال الجوي المصري ، ليدل علي أن إسرائيل لا تحترم أي اتفاقية ، ولا تلتزم بأي معاهدة وكأنها تقول (بلوها واشربوا ميتها ). ببساطة يا سادة انعقاد القمة من عدمه كان الهدف منه هو مصلحتنا نحن العرب فالمطلوب من قطر لو كانت تريد بياض وجهها وترأس القمة بحق . أن تطرد القواعد الأمريكية وتطرد السفير النازي ، ومصر أن تتوقف عن ضخ الغاز الطبيعي وأن تفتح المعبر وتطرد السفير ،والسعودية تكف عن تصدير النفط ،وهنا لا نستثني دولة عربية من أخذ دورها هذا إن أردتم حفاظ لماء وجوهكم . أما بما نراه من تشرذم واختلاف لا يمكن في ظل الأوضاع التي نشهدها من تفرق للرايات ، ومن الجري الحثيث وراء مصالح شخصية ضيقة (بس تسلم راسي )، أن تخرج من تحت عباءة مصر والسعودية قمة عربية مشتركة تعلن الحرب علي إسرائيل أو حتى بقطع العلاقات والتعاملات من تصدير غاز أو بترول أو حتى طرد سفير لأن الملوك والحكام والأنظمة العربية غير شرعية وغير منتخبه جلبها لنا الاحتلال .
شرعيتها ضمان وجود الاحتلال فلا اعتقد أن الوكلاء الرسميون للاحتلال في بلادنا سيرضون شعوبهم لنصره أهل الجوار وذوي القربى في الدين والدم و اللغة فبقائهم باستمرارية العدو وشرعيتهم من بقاء العدو .
أخيرا إن عقدت القمة أو لم تنعقد فطق الحنك هو سمتها ولا يمكن إن نسميها بشي بعيدا عن هذا المسمي لان من يعقدها هم ثلة من الحكام الغير شرعيين يستمدون شرعيتهم من المحتل فصدور قرار من تلك القمم لن يضاهي قرار مجلس الأمن الذي ألغته إسرائيل بصلفها وغطرستها فما بالكم بطق الحنك !!!.
أخيرا إن عقدت القمة أو لم تنعقد فطق الحنق هو سمتها ولا يمكن أن نسميها بشي بعيدا عن هذا المسمي لان من يعقدها هم ثلة من الحكام الغير شرعيين يستمدون شرعيتهم من المحتل فصدور قرار من تلك القمم المعقودة لن يضاهي قرار مجلس الأمن الذي ألغته إسرائيل بصلفها وغطرستها فما بالكم بطق الحنك!!.