تنظم الجمعية المغربية لنقاد السينما ، طيلة يوم الخميس 29 مارس الجاري بدار الثقافة بتطوان ، في اطار الدورة 18 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ، لقاء جديدا من لقاءاتها السنوية مع المخرجين المغاربة يشارك فيه النقاد التالية أسماؤهم : حمادي كيروم ، فاطمة اغوضان ، محمد بلفقيه ، محمد البوعيادي ، سعيد شملال ، محمد اشويكة ، بوشتى فرقزيد ، الحبيب ناصري ، مولاي ادريس الجعيدي ، حميد اتباتو ومحمد عادل السمار. وقد وقع اختيارها هذه السنة على حكيم بلعباس ومشروعه السينمائي الجديد . وعن أسباب اختيار هذا المخرج المهووس بمسقط رأسه مدينة أبي الجعد وناسها البسطاء الذين يشكلون ، في الغالب ، شخصيات أفلامه الرئيسية ، كتب الناقد خليل الدمون ، رئيس الجمعية المنظمة ، النص التالي : لماذا حكيم بلعباس ؟ " تعيش السينما المغربية في العشر سنوات الأخيرة مجموعة من التحولات نتيجة تظافر عوامل مرتبطة بالتطور الحاصل في كم الإنتاج من جهة ، ومن جهة أخرى بتنوع الفضاءات المعيشية للمخرجين المغاربة ، حيث تسمح لهم هذه الفضاءات بابتداع أساليب مختلفة في الكتابة السينمائية . حكيم بلعباس من المخرجين الشباب، ولد سنة 1961، بدأت تظهر ملامح من تجربته السينمائية وهي مطبوعة بفضاءين: فضاء أبي الجعد وفضاء شيكاغو: فضاء أبي الجعد الذي امتلك مخيلته في غالبية الأفلام التي أخرجها إلى حد الهوس، إذ تجد نفسك، كمشاهد، مقتحما عوالم مدينة تعج بصور وأصوات آدميين هم بين منزلة الاعتزاز بالذات والمكان ومنزلة الشعور بالإحباط من الظروف المحيطة بهذه الذات وهذا المكان. فضاء شيكاغو ، حيث درس ومارس السينما، سمح للمخرج أولا بأخذ المسافة الضرورية الواجب توفرها بين الفنان ومواقع اشتغاله من جهة، وثانيا بصقل حرفيته عن طريق الاحتكاك المباشر واليومي بتجارب أخرى مختلفة ومتعددة وغنية ، وثالثا باختبار درجة وقوة أطروحاته عندما يكون أمام طلبته في حجرات التدريس . طبعا لا يمكن الحديث عن حكيم بلعباس دون الحديث عن نوع سينمائي مقهور عندنا لاعتبارات كثيرة ألا وهو الفيلم الوثائقي. كيف يشتغل حكيم بلعباس على الوثيقة؟ كيف ينطلق منها لينتهي إليها؟ البؤر المتوترة فيها والبؤر الحميمية؟ البناء الدرامي في وثيقة حكيم؟ درجة الصدق ودرجة الكذب؟ خيوط الجد وخيوط اللعب؟ كلها أسئلة وغيرها تجعل متن حكيم بلعباس موردا غنيا للبحث والدراسة على المستويين العمودي والأفقي لأفلامه. إن لقاء حكيم بلعباس بالنقاد سيسمح بالوقوف على تجربة جديدة في الكتابة السينمائية المغربية ، وهي في طور التأسيس ، كما سيسمح بتقديم أجوبة عن أسئلة ظلت معلقة حول الغموض المحيط بهذه التجربة منذ أن اصطدم بها الجمهور عند مشاهدة "خيط الروح" سنة 2004 ، مرورا ب"أشلاء" سنة 2009 و"شي غادي وشي جاي" سنة 2012 دون إغفال مضامين درس السينما الذي كان المخرج قد قدمه في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم المتوسطي بطنجة في أكتوبر 2011. " ............. وتجدر الاشارة الى أن لقاء 2012 بتطوان يهدف الى تطوير الممارسة النقدية المغربية من خلال فتح حوار مباشر بين نقاد السينما والمخرج بلعباس ، حول أفلامه وعوالمه السينمائية ، مع اشراك الجمهور الحاضر في المناقشة ، وتجميع المداخلات ونشرها في كتاب اغناء للمكتبة السينمائية المغربية ، واتاحة الفرصة ، مرة أخرى ، لمشاهدة أفلامه المتميزة " خيط الروح " و " أشلاء " و " شي غادي و شي جاي " في اطار مهرجان تطوان الثامن عشر . ويعتبر حكيم بلعباس ثامن مخرج سينمائي مغربي اشتغلت الجمعية المغربية لنقاد السينما على تجربته الابداعية بعد كل من حكيم نوري ومصطفى الدرقاوي وعبد القادر لقطع وسعد الشرايبي وحسن بنجلون ، بورزازات ، و فريدة بليزيد وجيلالي فرحاتي ، بطنجة ، وتمخضت عن هذا الاشتغال النقدي أربعة كتب لحد الآن حول تجارب عبد القادر لقطع ، سنة 2002 ، وسعد الشرايبي ، سنة 2004 ، و فريدة بليزيد ، سنة 2010 ، و جيلالي فرحاتي ، سنة 2011 . وفيما يلي برنامج هذا اللقاء الثامن من لقاءات " سينمائيون ونقاد " : الخميس 29 مارس صباحا بدار الثقافة بتطوان : الكلمات الافتتاحية ابتداء من العاشرة : كلمات الجهات المنظمة متبوعة بكلمة المخرج بلعباس ، ثم الجلسة الأولى ابتداء من العاشرة والنصف ويشارك فيها بمداخلات النقاد حمادي كيروم وفاطمة اغوضان و محمد بلفقيه و محمد البوعيادي وسعيد شملال و محمد اشويكة ، ثم ردود المخرج حكيم بلعباس ومناقشة . الخميس 29 مارس زوالا بدار الثقافة بتطوان : الجلسة الثانية ابتداء من الثالثة زوالا ويشارك فيها بمداخلات النقاد بوشتى فرقزيد و الحبيب ناصري و عادل السمار و مولاي ادريس الجعيدي و حميد اتباتو ، وبعد ردود المخرج حكيم والمناقشة يختتم هذا اللقاء/اليوم الدراسي.