كرمت الدورة ال 11 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أول أمس الممثل والمخرج الفرنسي من والدين مغربيين، رشيد زم، وذلك في حفل بهيج حضره العديد من النجوم العالميين، فضلا عن ممثلي وسائل الأعلام الوطنية والدولية. واعتبر العديد من المحللين أن تكريم المخرج المغربي صاحب رائعة" عمر قلتني" تكريم للسينما المغربية تمثيلا وإخراجا، والسينما في المغرب العربي، لما قدمته من العديد من الأعمال الجيدة التي وصل صداها إلى العالمية، كما انه تكريم للإبداع الجيد، ولكل فنان صبر وثابر واجتهد من اجل الوصول إلى النجومية رغم صعوبة التجربة، وهو الشأن بالنسبة لرشيد زم، الذي تسلق سلم النجومية درجات. فلم يكن يخطر ببال هذا الشاب الذي كان يبيع سراويل الجينز في الأسواق، أن يصبح نجما في يوم الأيام، حيث اكشف موهبته المخرج أندري تشيني الذي اسند له في بداية مشواره الفني، أدوارا صغيرة في عدد من أفلامه منها "لا أريد التقبيل" عام 1991، و"موسمي المفضل" في نفس السنة، إلى جانب حضوره بين الفينة والأخرى في أعمال مسرحية عدة. لكن بوادر نجومية زم، بدأت مع ظهوره في فيلم" أن تحصل عليه" للمخرج ايتيلا ماسون، لتتقاطر عليه العديد من الأعمال التي تألق فيها من أبرزها" العيش في الجنة" عام 1998. كما اخرج لأحد الآن، فيلم "عمر قتلني" هذه السنة و" نية سيئة" عام 2006. هكذا عاش رشيد زم في جنة السينما مع تألقه في كل عمل يظهر فيه، حتى تكمن من الميكانيزمات الحقيقية للفن السابع، ليتوج بحصوله على جائزة أحسن ممثل في مهرجان كان الفرنسي مع زملائه في فيلم" السكان الأصليون" الذي يحكي قصة الحرب التي خاضها في صفوف الجيش الفرنسي عام 1943 جنود شمال إفريقيا، إلى جانب الممثل المغربي جمال دبوز. وفي كلمة للمكرم أمام الحضور، شكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يقام هذا المهرجان تحت رعايته السامية، مشيدا في نفس الوقت بجهود صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان، لجعل هذا المرجان قبلة دولية يحضرها مختلف نجوم العالم. أما المبدعة الفرنسية من أصل جزائري ليلى بختي، فقد عرجت على العديد من محطات السينمائية للمحتفى به، مؤكدة أن رشيد زم من الفنانين المغاربيين القلائق الذي سبر أغوار السينما، وقدم أعمالا متميزة سواء في مجال التمثيل أو الإخراج. وعلى صعيد متصل، يمكن التأكيد أن الممثل الهندي شاروخان، كان نجم افتتاح الدورة، بل نجم الدورة كلها، فبعد تكريمه في قصر المؤتمرات، في أجواء احتفالية باذخة، رقصت فيه الممثلة المغربية هدى الريحاني على الطريقة الهندية، توجه النجم العالمي إلى ساحة جامع الفنا، حيث كان له لقاء تلقائي مح حشود الجمهور هناك، ليكون الاحتفاء والتكريم، احتفائين، ولحطة تاريخية مسروقة من زمن السينما العالمية في ساحة ساحرة تزهر بليالي ألف ليلة وليلة بما فيها من حكايا وأساطير وخرافات، ومشاهد فنية لا تخطر على البال. كان شارو خان هناك، فكان المشهد سينمائيا هنديا ومغربيا وعالميا بامتياز، تجاوب معه الجمهور المغربي في لوحة فنية قل نظيرها في مختلف مهرجانات العالم. هكذا، ومنذ أن أعلنت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن خبر تكريم نجم السينما الهندية شاه روخ خان، أطلق عشاق الفن السابع الهندي وهذا الممثل العنان لمخيلتهم، مستحضرين أدوارا رسخت اسمه في سماء الشاشة الفضية العالمية، ممنين النفس بلحظة لقائه، التي لن تكون إلا بمدينة النخيل ملتقى نجوم السينما. باهتمام وشغف كبيرين، تتبع رواد ساحة جامع الفنا، إحدى معالم التراث الإنساني اللامادي، "إسمي خان"، آخر أعمال هذا الفنان، لتكرس، ومنذ سنوات، انفتاحها على كل التجارب السينمائية العالمية بكل تلاوينها وتعابيرها، ولتجمع من خلال هذا الفيلم بين الإبداع البوليودي والألق الهوليودي. فبموهبته الفذة وأدائه المميز، أبهر نجم السينما الهندية شاه روخ خان، الذي أفرد له المهرجان تكريما خاصا، جمهوره في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال هذا التكريم، استعاد الجمهور مسيرة شاه روخ خان، أحد أغزر الممثلين عطاء وأكثرهم شعبية في السينما الهندية، التي انطلقت أواخر ثمانينات القرن الماضي من خلال مشاركته في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي أثبت فيها أنه نجم من طراز عالمي وبمواصفات خاصة. وبعد أول أدواره في فيلم "ديوانا" الذي أخرجه راج كانوار سنة 1992، والذي فاز من خلاله بجائزة "فيلم فير" التي تعادل جوائز الأوسكار في الهند لأفضل أول الأعمال على الشاشة، أضحى شاه روخ خان منذ ذلك الحين النجم الأول لأزيد من 70 فيلما روائيا طويلا ومسلسلا تلفزيونيا. وقد أكسبه دور البطولة في فيلم "ديفداس" لسنجاي ليلا بهانسالي شهرة دولية، وهو الفيلم الذي قدم في مهرجان كان، ومثل الهند في جوائز الأوسكار لعام 2003، قبل أن يمثل هذا البلد في نفس المسابقة سنة 2006، بفيلم "باهيلي" لأمول باليكار، الذي أنتجه شاه روخ خان نفسه ولعب فيه دور البطولة. وحصل شاه روخ خان خلال مسيرته الفنية الغنية على 14 جائزة " فيلم فير" من بينها الجائزة الكبرى التي تقاسمها سنة 2004 مع أسطورة أخرى للسينما الهندية النجم أميتاب باتشان. كما نال أزيد من أربعين جائزة من وسائل الإعلام والمؤسسات الهندية المختلفة، ينضاف إلى كل ذلك حصوله على ثلاث جوائز وطنية رفيعة، وعلى وسام من درجة قائد في فرع الفنون والآداب حظي به من الحكومة الفرنسية سنة 2008 . وقد صنفته مجلة " نيوز ويك" من بين الخمسين شخصية الأكثر أهمية في العالم، كما أن مكانته في العالم والحظوة التي يلقاها لدى أعداد كبيرة من عشاقه، جعلت متحفي " مدام توسو" بلندن و" كريفان" بباريس يعرضان من بين تحفهما تمثالا من الشمع يجسد شخص هذا الفنان. يدير شاه روخ خان شركته الخاصة للإنتاج " ريد شيليز أنترتمانت" التي أنتجت سنة 2007 "أوم شانتي أوم" لفرح خان، أحد أكبر النجاحات في السينما الهندية في تلك السنة، ويتبنى العديد من الأعمال الإنسانية والخيرية. وتعرض اليوم الثلاثاء العديد من الافلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية التي يراسها المخرج الصربي امير كوسكاريكا، كما تم بالمناسبة تكريم الممثل المغربي محمد بسطتاوي، ويكم اليوم مساء المخرج والكاتب والسيناريست الامريكي تيري كيليام. الذي ولد عام 1940، واخرج العديد من الأعمال منها" الملك فيشر" و " اثنا عشر قردا" عام 1995، و "الخوف والبغض في لاس فيكاس".