أسماء الغول كاتبة وإعلامية فلسطينية ناهضة ، وناشطة سياسية وحقوقية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة الفلسطينية في قطاع غزة. وهي نشيطة في مجال الثقافة والأدب والصحافة وتنشر كتاباتها الصحفية والأدبية في صحيفة "الأيام" الفلسطينية ، وصحيفة "الحياة" اللندنية فضلاً عن المواقع الإلكترونية. وأسماء من مواليد رفح وتقطن فيها ، تعشق غزة وبحرها وبرتقالها وسمائها ، ولا تستطيع أن تحيا في مكان آخر ، رغم بؤسها وشقائها وفقرها .إنها تقف في وجه التيار وتسبح بعكسه ، ومن أكثر نساء وفتيات غزة تمرداً وتحدياً للواقع الإجتماعي والتقاليد المتوارثة والثقافة السائدة والمفاهيم السلفية ، وهي تناضل وتسعى إلى كسر الأنماط التقليدية التربوية ، وتحلم بتغيير الواقع واستبداله بواقع مختلف تسوده المساواة بين الرجل والمرأة ، بدون حواجز وقيود اجتماعية وأغلال تحد من إبداع وتطور المراة . إن سجل أسماء الغول يزخر ويحفل بالنشاطات والفعاليات السياسية والثقافية ، وقد شاركت في العديد من المؤتمرات الحقوقية والثقافية والإعلامية داخل الوطن وخارجه، ونتيجة كتاباتها وطروحاتها وأفكارها التقدمية المتنورة وممارساتها ونقدها المتواصل لكبت ومصادرة الحريات الشخصية ، ولسلطة القمع في قطاع غزة ، تعرضت أكثر من مرة للملاحقة والإعتقال والتحقيق والتهديد بالقتل. وكانت قد اعتقلت عندما خرجت هي ومجموعة من الناشطين السياسيين للتظاهر والتضامن مع شباب الثورة المصرية ضد النظام القمعي والإستبدادي المصري . وإن نسينا فلن ننسى الدعوة ، التي أطلقتها في مدونتها للشباب الفلسطيني ، في مواجهة التشرذم والإنقسام على الساحة الفلسطينية ، حين قالت :"أيها الفيسبوكيون في 15 آذار ، آمنوا بالوطن واكفروا بالأحزاب ". ما يميز أسماء الغول تلك الجرأة والعناد والشجاعة في مواقفها وطرحها ومسلكها اليومي ، ونداءاتها بضرورة تحدي الواقع ومواجهة تقاليد المجتمع ، ورفع الوعي السياسي لدى المرأة الفلسطينية لكي تأخذ دورها الحقيقي في العمل النضالي والنشاط السياسي والفعل التغييري ، ومحاربة كل ما يمس ويخدش كرامة المرأة ويقف عقبة أمام حريتها وتحررها الإجتماعي. ومكافأة لها وتقديراً لجهودها وعطاءاتها ونشاطها وعملها الصحفي حصلت مؤخراً على جائزة المتوسط للصحافة في موناكو. وبهذه المناسبة نرفع لها التحية ونبارك لها ونهنئها ونشد على أيديها في معركتها ، في مواجهة الإرهاب الأصولي والقمع الديني والكبت الإجتماعي والعقل الرجعي المتخلف . في الإجمال، أسماء الغول في نبعها وعطائها مصدر حب ومشروع ثقافة حرة وفكر تقدمي ثوري يقف بالصف الأمامي في الحرب على المرأة داخل الكيان والمجتمع الفلسطيني. وهي كغيرها من المبدعات العربيات (ليلى بعلبكي ، كوليت خوري، ليلى العثمان، فاطمة المرنيسي ، رجاء بن سلامة) وغيرهن كثر ، تريد أن تحيا بدون قيود وأغلال وأسوار حديدية ، فتمانع وتقاوم وترفض وتتحدى ولا تتراجع ، رغم مرارة وقتامة الواقع، وقسوة الحياة والمجتمع ، فلها الحب والتقدير والوفاء.