بتاريخ 11-6-2011 ووسط أجواءٍ شبابيّةٍ مِن الفرح والغبطة، أقيم في قاعة قصر الأفراح في الطيبة بفلسطين حفل مهيب، بحضور كبير من أهالي وذوي خرّيجي الثواني عشر، تخلله مراسيم تخريج 250 طالب وطالبة، من طلاب الثواني عشر في ثانوية عتيد - الطيبة. تمّ الحفلُ بحضور مدير عام بلديّة الطيبة السيد سامي تلاوي؛ مدير قسم المعارف في البلدية، والسيد عبد الجبار عويضة ونائبته السيدة درية ابو عيطة، إضافة الى ممثل عن شبكة المدارس والكليات العلمية والتكنولوجية – عتيد. وقد تولت عرافة الحفل الطالبتان أثير حاج يحيى وهلا شيخ يوسف، فاستهلت الحفل المعلمة ريم مصاروة مركزة التربية الاجتماعية في المدرسة بكلمة افتتاح جاء فيها: أهلا وسهلا بضيوفنا الأفاضل، نشكر تلبيتكم دعوتنا ومشاركتنا مراسيم عيدنا السّنويَ بتخريج كوكبةٍ جديدة مِن فرسان هذا المَعلم الحضاريّ الحصين، ومن طلائعيّي الصّرح التربويّ المتين؛ ثانويّة الطيبة الأبيّة، والتي تجيش مشاعري فخرًا واعتزازًا بانتمائي لها. أرحّب بكم أوّلاً الأهل الكرام وذوي الخرّيجين، أقرباءهم ومعارفهم وأهنئكم بنجاح فلذات أكبادكم، أبنائكم وبناتكم في طيّ صفحةٍ ناصعةٍ مُشرّفةٍ أخرى، إثرَ مكوثِهم ثلاث سنين في ردهات العلم ودروب المعرفة، ومكوثهم لدى أسرتهم الثانية؛ ثانوية عتيد الطيبة، ليجتازوا بذلك المرورَ الأوّل في سلسلة المحطّاتِ الحياتيّةِ والتّحصيليّة، بل العبور الأوّل في جُملةِ المَعابرِ الحياتيّةِ والانتقاليّة، متأهّبينَ بذلك للمضي قدُمًا نحوَ العلياءِ في مسارِ الحداثةِ وتحقيق الذات. تحيّاتي أوجّهُها أيضًا إلى ضيوفنا من بلديّةِ الطيبة، والحضور مِن قِبل شبكة المدارس العلميّةِ والتكنولوجيّة – عتيد، ولجميع الزملاءِ والزميلاتِ في المدرسة، وإلى مديرنا الأستاذ حسني حاج يحيى، وأحيّي جوقة الكروان الغنائيّة بجميع أعضاء كورالها وبقائدِها المايسترو الأستاذ نبيه عوّاد، وأشكر جميعَ الفنّيّين والتّقنيّين وخصوصًا الفنان زياد حبيب. وعلى وقع أنغام وألحان "خطة قدمكن هدّارة" التي تقدّمُها جوقة الكروان، أرجو مِن الجميع الوقوف لاستقبال الفرسان المترجّلة لدخول" القصر"، لنستقبل خرّيجينا وخرّيجاتِنا، وأهلاً وسهلاً بالجميع دون استثناء في تخريج فوج 2011 الفوج الثامن والخمسين من الطلبة والخريجين وبعد دخول الطلاب تابعت تقول بحرارة عارمة تلهبُ الصّدورَ الجيّاشة بالفرح والتصفيقَ المتواصلَ الحادّ: أهلاً أعزائي بناتي وأبنائي، أقدّم لكم أرقّ التهاني وأصْدَقها بمناسبة إنهائِكم المرحلة الثانويّة، لتُباشروا حقبة أخرى في سجلّ مشواركم، وفي هذا السّياقِ أسألُ الله أن يغمرَكم برضاه، وأن يفتحَ أبوابَ المستقبل الطيب على مصاريعِها في وجوهِكم، وأن تكونَ السّعادة رفيقة دروبِكم، والحظّ الكبير ملازمكم، والخُلقُ القويمُ مُلهمُكم، والعِلم نبراسًا يُنيرُ مسالكَكم. أعزائي.. آمنوا بأنفسِكم وثقوا بها، لا تدَعوا العقباتِ تُثنيكم عن مساعيكم، تسلّحوا بالصّبرِ والإصرار لتخطّي النّكساتِ والمطبّات، حَكِّموا عقولَكم وضمائرَكم خلالَ تعاملِكم مع الآخرين، واتّخذوا مِنَ الحوارِ الحضاريّ وسيلةً لإدارةِ شؤون حيواتِكم، احترِموا الآخرَ وتقبّلوا المُغايرَ، وذوِّتوا القِيَمَ الإنسانيّة بمضامينِها الحقيقيّة. وختامًا أقول لكم.. اِتّقوا اللهَ وأطيعوا الوالديْن واكسَبوا رضاهم، واجعلوا منه بدايةَ كلّ خطوةٍ مِن انطلاقاتِكم، وذلك تماشيًا مع قولِهِ تعالى: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، "ولا تقُلْ لهما أفٍّ ولا تنهرْهُما، وقُلْ لهما قولاً كريمًا، واخفِضْ لهما جناحَ الذُلِّ مِن الرّحمة، وقُلْ ربِّ ارْحمْهما كما ربّياني صغيرا"، صدق الله العظيم. بوركتم أحبّائي وكُلّلتْ بالورودِ دروبُكم إن شاءَ الله. ثمّ استقبلت ريم مصاروة عريفتي الحفل، بتقديم يليق بفتاتيْن مميّزتيْن جمالاً وخُلقًا وتحصيلاً بقولِها: "أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ ساكنٌ/ فهل سألتمُ الصّيّادَ عن صدفاتي"؟ لن أسألَ صيّادًا عن درَرِ بحرِ بلاغةِ اللّسان وفصاحةِ الكلام، إنّما سأُحّلّقُ وإيّاكم مع"الأثيرِ"، كي نرحّبَ معًا ب "هلا" لنتواصلَ معًا مِن خلال إطلالةٍ أدبيّةٍ شعريّةٍ ونثريّة، بل لوحة فنيّة مَكسُوّة بنقابِ عرافةٍ مميّزة، فهيّا نستقبلُ ونرحّبُ وإيّاكم بعريفتيْ حفلِنا لهذا العام: أثير حاج يحيى وهلا شيخ يوسف. وأبدعت عريفتا الحفلِ بكلماتِهما الترحيبيّةِ المميزة، وتلاهما فقرة القرآن الكريم للقارئ الطالب فادي جبالي، ثمّ تحدّث كلٌّ مِن المديرِ العامّ في بلديّةِ الطيبة السّيد سامي تلاوي، ثمّ تلتهُ كلمة ممثل شبكة عتيد. تخلّلّ هذه الكلماتِ وصلاتٌ غنائيّة مُلتزمة قدّمتها جماعيّا جوقة الكروان العبلينيّة في الجليل، بقيادة المايسترو نبيه عوّاد، وأيضًا غناءً منفردًا لكلٍّ مِن الكروانيّين؛ فيفيان برجاس، سليم خليل، ساندرا حاج، ونس ابو شحادة، ماري برجاس. بعد ذلك تميّز الخرّيجون بفقرتِهم الفنيّةِ والمتنوّعة، حيث شملت المحطّات التالية: كلماتٌ مُعبّرة ألقاها كلٌ مِن الخريجات: شادن حاج يحيى، لَما حاج يحيى، سجى ربيع، فاتن مصاروة وسهر ناشف. أمّا الفقرة التالية فكانت فقرة العرْض الشّرائحيّ المُحوْسب، حيث أبدعَ في إخراجها كلٌّ مِن الطالبات: روان حاج يحيى، أسيل مصاروة، ميس ناشف، أمل حاج يحيى، سجى مصاروة، جود جبالي وسجى تلاوي، ومثّلت كلُّ طالبةٍ منهن شُعبتَها الخاصّة بها، بمسيرتِهِ خلال السّنواتِ الثلاث الأخيرة، وقد تخلّلَ العرضَ الشّرائحيّ كلماتٌ أدبيّة ونثريّة تحكي حكاية كلّ صفٍّ من صفوف الثواني عشر في عتيد. ثمّ كانت المحطة التالية من الأداءِ الإبداعيّ المتميّز لفرقة الدّبكة في المدرسة، التي تمّ تشكيلُها وتدريبُها تحت رعاية معهد "الأحلام" للياقة البدنيّة في الطيبة، وبإشرافٍ مباشرٍ مِن قِبلِ مديرة المعهد المربّية أحلام عوض. واختُتمت المحطة الطّلابيّة بطقس رمزيٍّ مُعبّر؛ تمريرُ "الشّعلة التربويّة"، ومتابعة الدّرب ومسيرة المعرفة والعلم، حيث قامَ بأداءِ مراسيم تمريرِ الشّعلة كلٌّ من: كمال ياسين وأحمد منصور مِن الثاني عشر، وسلّموها لطلاب الحادي عشر رؤى عبد القادر وسلمى مصاروة. بعد ذلك تقدّمَ مديرُ المدرسة الأستاذ حسني حاج يحيى بإلقاء كلمتِهِ الترحيبيّةِ والختاميّة، حيث أشادَ بمدرسةِ عتيد وإنجازاتِها المميّزة على المستويَيْن التحصيليّ واللاّمنهجيّ، كما أثنى على جميع مَن ساهموا في إخراج الحفل إلى حيّز التنفيذ. وختامًا.. وعلى وقع أنغامِ النجاح المُعبّرة عن الفرحِ والتأثُّر لجوقة الكروان، تمّ توزيع الشّهاداتِ والهدايا على الخرّيجين والخرّيجات.