أنا الحِمى أنا المُستقر أنا الوطن أنا خمر جنة الأرض في غير دِنَنْ أنا العسل في حلوق النحل والزمن أنا الخصب أنا النماء أنا الكبرياء أنا الحب والكفاف والعفاف والانتشاء أيديَ مشبوكة حولكم، ممدودة تحفر للارتواء فارْشُفوا من غدراني وأنهري ماءً زلالا واشتمُّوا في هوائي عطر الزعتر والخزامى أنا السلف أنا الخلف ولا يزال في صُلبي نُطْفات عَلقات مُضْغات أطفالا سيمرحون ويُقهقهون ضحكات لها معنى رجْعٌ وصدى يُؤجِّج النخوة الراقدة في المدى ويوقظ فِيَ المجاهد والمحاربَ عِنْدا فأسهرُ الليالي ملء العيون رجالي ونسائي وأطفالي وأمسح عرق البُناة على الطرقات في تفاني وأحنو على كُرْبة المظلوم المُعاني. أنا الحِمى أنا المستقر أنا الوطن لبستُ عُُدَّتي الحربية عباءةَ رحمةٍ أنشرها على العالمين وحملتُ سيفي ضد الزمن أحارب الفقر الجبان أرصده في الشتاء والربيع والخريف والصيفِ أتبعه أسحبه من التجاويفِ متى يتم ترحيله سأهْنَا فينعم أولادي بالدفء والمُنى أنا الحِمى أنا المستقر أنا الوطن سيدتي ابنتي حفيدتي " لا تبْكِ " فأنا الأب الوطن سأصونك من طعنات الزمن سأحمل عنكِ العِبْءَا وأقاتل من أجلك كل عفَنْ سأرفعكِ أعلى الدرجات وأحمِّلك كبرى المسؤوليات لأنها لكِ مستحقات فاحْلُمي بي احلمي يا سيدة العفيفات واذكري عهدي فعهدكِ ما بقيت بين عيني فأنا سهل عليَّ أن أموت من أجلك لكن صعب عليَّ أن أحيى بدونك وسهل أن أقول أحبكِ ولكن صعب أن أقولها لغيرك. أنا الحمى أنا المستقر أنا الوطن من حكمة شيوخي وكهولي وشبابي أتنوَّرْ من جِدِّ الفلاح في حقله تتوضَّحُ لي الصُّورْ من جموع النسوة يُكتب لي طول العُمُرْ من ذهاب وإياب التلاميذ للمدارس أستبشرْ يعزفون موسيقى الخلود على تغريد الطيرْ أنا الحب والنشوة والكفاف والعفاف أصون الكرامة والمرأة درءا للمحن أحميها من ظلم الوليف وأرفع شعار" لا للوهن" لا للتعنيف السخيف " لا تبك حبيبتي " فأنا الوطن.