على ركبتيها وضعت سلة البيض، مُحتضنة إياها بذراعيها. بينما عيناها اللَّتان سكنتهما لمعة من بساطة، تمسحان المكان تترقبان. ثوان و اقتلع الهدوء زوبعةًًً من فوضى، رجال غلاظ بلباسهم الرسمي، يُمشطون الرّصيف. الكل يجري لا يَلْوي على شيء، بين كرّ و فرّ، جرّ و سحب، أُُخْلي المكان إلا ّما سقط سهواً. إفترستها عين أحدهم وهو يتقدَّم نحوها، كجرَّار هادر. ابتلعت كلماته الساخطة توسلاتها و هي تُحكم قبضتها على السّلة، عجوز في الستين، وَهَنَ الدَّهر منها؛ ساقها مصيرها لابتياع بيض دجاجاتها لتَعُولَ زوجها المُقعد. ركلة واحدة للسلة أنهت سيل الدعاء الذي آشتعل به لسانها، بينما تناثرت شظايا البيض، و سالتْ على الأرض أخاديد من زُلالها.. على وجه السيدة ارتسمت علامات الرّحيل، واضعة يدها اليُسْرى على قلبها بينما رفعت سبّابتها إلى السماء و هْي تبتسم.