"مات السنة الرابعة بعد آخر لقاء، مات صيف السنة الرابعة بعد أخر لقاء. مات غرقا صيف السنة الرابعة بعد آخر لقاء. مات بعد أن تزوج المرأة القصيرة القامة و البيضاء الوجه و البدينة. مات بعد أن اشترى السيارة الحمراء التي تقله و المرأة القصيرة البيضاء البدينة. مات و مات. قام بالفعل الوحيد الذي لا يفعله الفاعل.أتساءل إن كان مستعدا له أم لا؟" 1.لم أسمع عنه إلا بعض الأخبار المتفرقة إلى أن جاءني خبر وفاته.هكذا ذات مساء رمضاني صيفي حار.رن الهاتف متأخرا ; الصوت من الجهة الأخرى يبكي "لقد مات، لقد مات"المصطفى ليكون شهيدنا . ما استأذنني في رحيله حتى أكتب له، حتى أحادثته حتى نجمع النصوص المتناثرة التي كتبناها معا في رواية. فتحت علبة رسائلي فوجدتها قد كتبت "للرحيل هيبته، للرحيل غصته" نعم، تلك هي التي لم تغادر حلقي و صدري;شيء ما يذكرني بالزوال،يجعلني أفكر فيما مضى.هي الغصة المغمسة في المرار. المر لا يمر دون أن يجرح فيدمي الحلق، لا يتركه يخرج الدمع، لا يجعله يخرج الألم، يكدس الاحتراق.تصبح الغصة حرقة. الحرقة أيضا غارقة في المرار. 2.بحثت عن رسائله في الدرج الأسفل المغلق من أدراج مكتبي.شممت رائحتها وجدتني أخلع عني عباءة اليومي و أغرق في طقوس الكتابة التي كنا نحترفها معا، الخروج ليلا، الصراخ و الغناء و أشياء أخرى لم تبد لي يوما ظاهرة.اجتمع في داخلي فجأة إحساس بالغدر;غدرني زمني و زمنه.لماذا لم نلتق و لو مرة قبل أن يقرر هذا القرار الأخرق؟ لماذا ترك النصوص غير مرتبة؟ 3.تحتاج كتابة المقطع الثالث من هذا النص إلى قدرة خارقة على مقاومة الألم . لا أملكها الآن . 4.حوار أمسي: -إذا زعزعنا لبنة واحدة لن ينهار البناء. -لا يتعلق الأمر ببناء إذن. -حاولي أن تبحثي عن نقطة ضوء واحدة مهما صغرت. -خائفة أن تفلت مني حتى إن وجدتها - الضوء لا يختفي إلا إذا فقدنا القدرة على الإبصار. -الأزمة أنني لا أملك عقلا يبصر بما فيه الكفاية. -حاولي أن تنسي للحظة أنك ليلى. -إذن أنا كرستين و هذا أفدح. -أخذت منك المدينة أشياء . التقيت بها هناك في العطلة الماضية في الاوداية في حسان قرب مقهى الأمم. - تعبت. -إذا مت انتهت الرواية و لم تبدأ بعد. -دخول الحمام ماشي بحال خروجو. -قال لي ابراهيم "مصطفى يقتحمك". -أنا لا أقتحم أحدا بل أشاهد نفسي في المرآة و لكن المرآة أصبحت باهتة لا تعكس الصورة على حقيقتها. هذا أو أنني أصبحت أعمى.