نظم ملتقى الفيلم الفلسطيني بمقره في غزة، مساء الأربعاء 14/7/2010، لقاء حول فيلم وثائقي بعنوان "خطوات كبيرة" للمخرج الشاب أشرف صالح، بحضور الناقد السينمائي محمود روقة والفنان التشكيلي فايز السرساوي وعدد من المهتمين وطلبة فنون التلفزيون. ورحب المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس الملتقى بالحضور، وقدم لعرض الفيلم الذي يتناول في دقائقه العشر مشكلة عمالة الأطفال في الأعمال الشاقة، بسبب ظروف الحصار وتداعيات الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر ديسمبر 2008. بعد عرض الفيلم، تحدث المخرج أشرف صالح، عن تجربته وهي الأولى من نوعها، موضحاً أن فكرة الفيلم جاءت بمحض الصدفة حينما رأى كيف تحولت المنطقة الشرقية الحدودية من قطاع غزة (المحاذية للخط الأخضر) إلى منطقة صناعية يعمل فيها الأطفال بأجور زهيدة، في تكسير حجارة ركام البيوت والمؤسسات والمصانع المدمرة على يد قوات الاحتلال، لاستخراج الحصمة والحديد لإعادة استخدامهما في عملية البناء، وذلك بعد أن أجبرت البطالة المتفشية في القطاع آباء هؤلاء الأطفال على القعود في بيوتهم. وتحدث الناقد محمود روقة عن أهمية الفيلم التسجيلي والوثائقي للشعوب والمجتمعات وخاصة للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، فهذان النوعان من الأفلام يسجلان ويوثقان لموضوع قد يكون اجتماعياً أو تاريخياً أو شخصياً، أو يتناول قضايا سياسية أو ثقافية أو غيرها. وتحدث عن بدايات الأفلام الوثائقية والتسجيلية الفلسطينية، وكيف أنها وثقت للثورة والفدائيين وإحياء الذاكرة، وتطورت مروراً بمرحلة بيروت ثم تونس فالأراضي الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية وكذلك تجربة فلسطينيي 48 (الداخل) وكل هذه المحطات أسهمت في انطلاقة السينما الفلسطينية. وشدد روقة على ضرورة وجود تخطيط ورؤية لدى المخرج في الأفلام الوثائقية والتسجيلية مشيراً إلى بعض الملاحظات على فيلم خطوات كبيرة. ثم تحدث الفنان فايز السرساوي عن علاقة التشكيل بالسينما، مشيراً إلى وجود عدد كبير من الأفلام الوثائقية بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يتم التقاط مشاهد مؤثرة بالكاميرا، وقد لا يعني البعض مسألة التقنيات أو الناحية الجمالية التشكيلية. وأكد أن التشكيل في السينما أو الفيلم يعتبر عنصراً أساسياً وجمالياً ودالة على وعي المخرج في إطار عمله. وعرّج السرساوي على عمل "خطوات كبيرة" من الزاوية التي تناولها (التشكيل) مؤكداً أنه ليس مطلوباً من المخرج أن يكون فناناً تشكيلياً ولكن ينبغي أن يكون واعياً لأسس العمل التشكيلي لإضفاء مزيد من المسحة الجمالية على الفيلم. وأشار إلى فن الفيديو آرت الذي يمزج بين التشكيل والفيلم فهو يغرف من الأول بأدوات الآخر. وضرب السرساوي مثالاً بالمخرج العربي الكبير المرحوم يوسف شاهين الذي يتمتع بثقافة موسوعية في جوانب متعددة، انعكست في أعماله بجاذبية العناصر المكونة للمشهد، ما أهله لتبوء هذه المكانة في السينما العربية والعالمية. ثم دار نقاش مستفيض شارك فيه الحضور والمخرج سعود مهنا ومخرج الفيلم والمتحدثون حول العمل، مشيرين إلى أنه كعمل أول يستحق الشكر والثناء، مع ضرورة الاستفادة من الأفكار والملاحظات التي طرحت من أجل الارتقاء بصناعة الفيلم الوثائقي.