صدر، هذا الأسبوع ، عدد جديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية الشهرية (عدد 3، المجلد التاسع ، حزيران2010) ، التي تعنى بقضايا الأدب والفكر والثقافة والتوعية والاصلاح، وتصدر عن دار "الاماني" للطباعة والنشر والتوزيع، ومقرها قرية عرعرة بالمثلث الشمالي. وقد احتوى العدد على الكثير من المواد والمواضيع الادبية والثقافية والسياسية والفكرية والتربوية والأخبارالمتنوعة والزوايا الثابتة. وتصدرت الغلاف صورة ل"سفينة الحرية" كتب تحتها بالبنط العريض "الحرية لسفينة الحرية"، فيما تناولت افتتاحية العدد ، التي يكتبها رئيس التحرير الكاتب مفيد صيداوي ، موضوع "حزيران النكسة، وتداعياته الثقافية والادبية"، مؤكداً على " ان البعض من الشعراء والكتاب والمتأدبين العرب ابتعد عن مواجهة الواقع المر الذي يعيشونه ، ليعاقر الخمرة احياناً أو ليتغزل بجسد المرأة احياناً اخرى ، والبعض الآخر راح يمدح السلطان ابن السلطان ، سليل الانبياء والمرسلين ليستدر عطف المواطن المسكين والناس البسطاء اجمعين ، فيما البعض ترك الوطن وهاجر باحثاً عن زاوية في بلاد الله الواسعة تكفيه العوز والفاقة ، وليكمل بقية حياته بطلاقة خلاقة، والبعض اختار الصمود في وجه الظالم مهما كلفه ذلك من تضحيات ، فسجن بعضهم في ابي زعبل ، وآخر في الجفر، والآخر اعدم على مقاصل بغداد، او في فيافي المغرب العربي ،وهم قلة صابرة لمستقبل شعوبها ناظرة ، وبقسمها من الظلم ليست راضية بل له مقاومة في ظروف بعيدة عن الظروف الانسانية ". ويستطرد الصيداوي قائلاً :" لقد تتابعت الدراسات عن أدب المقاومة ، أدب الأقلية القومية العربية الفلسطينية ، التي بقيت وتمسكت بأرضها ووطنها، الادب المقاوم للظلم بكلماته الثورية، الذي لم يفقد البعد الانساني. ومع ان الاكثرية الساحقة من المفكرين والأدباء ، يرون سر بقاء هذه الأقلية في اصرارها على البقاء اولاً ، ومن ثم النضال السياسي والشعبي والجماهيري ، النضال العقلاني الثوري ، الذي يرى كل مركبات القضية المحلية والعربية والعالمية ، الالتحام بقوى التحرر والتقدم في العالم ، وبقوى التغيير الاجتماعي والادب التقدمي المتنور في العالم العربي. وفي ختام كلمته يرى " ان هناك حاجة لدراسة متواصلة لهذا الأدب ، وضرورة عقد الندوات الأدبية في كل قرية ومدينة للنهل من هذا الأدب والاستماع لذكريات من هم على قيد الحياة من الشعراء والادباء في هذه المرحلة ، والاهم من ذلك هناك ضرورة للعودة لهذا الطريق الأدبي الشجاع مع تجديد الأدوات ، وتجديد الخطاب اللغوي بحيث يناسب المرحلة ، لان هذا الأدب نفع الناس ، وسيبقى في الأرض حياً لا يموت ، بفضل هذا الشعب الذي انجبه. وفي هذا العدد نقرأ دراسة للمربي وجيه عيسى كبها عن ابي الطيب احمد بن الحسين المتنبي " شاعر الأحداث والبطولات " و" سيد السيف والقلم" الذي "عرفته الخيول والليالي والبوادي " و" عرفته السيوف والرماح والقراطيس والأقلام "، ودراسة تربوية للبروفيسور مروان دويري عن " علاقة النفس بالعوارض الجسدية ، الاستفراغ والحساسية من الغبرة" ، في حين يكتب الباحث والكاتب شاكر فريد حسن عن مجلة (الغد) الشبابية ، في اطار كتابته عن المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا. اما الدكتور خالد تركي فيكتب عن ذكرى النكبة الفلسطينية ، ويكتب المربي والكاتب فتحي فوراني برقيته السادسة من حيفا ، وهي بعنوان "محمد مارون عبود ، ومارون محمد الحلبي " ، ويلتقي محرر المجلة الكاتب مفيد صيداوي مع الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد عابدي، في حديث عن تجربته في مجال الفن التشكيلي ، وترثي افنان نسيب علي والدها المرحوم الدكتور نسيب الحاج في كلمة مؤثرة. وفي باب الشعر تنشر (الاصلاح) قصائد للشعراء :"تميم الاسدي ، احمد فوزي ابو بكر ، غازي شبيطة ، انتصار عابد بكري ، وحيد كبها". كما ويشتمل العدد على زاوية " رحيق الكتب"، وزاوية " نفكر ونتسلى" ، وقصة للاطفال بعنوان " ما من مجيب " لكاتب الاطفال مصطفى مرار ، ومقال عن " تأمين اصابات العمل " للمحامي زياد الشيخ عبد ، بالاضافة الى اخبار عن النشاطات والفعاليات الثقافية الاخيرة ، منها الامسية الفنية الملتزمة للفنان السوري سميح شقير ، في اطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية للعام 2010، وغنى فيها للمقاومة ولشهداء اسطول الحرية ، وغيرها من التقارير والموضوعات.