خطوة في الشعر خطوة للبقاء ، لكأن هذا الشعار هو ما دفع الكثير من الشعراء و المبدعين و المهتمين بعالم الأوزان و القوافي ، وجمع شملهم في لقاء أدبي بامتياز ، كانت فيه الكلمة الأولى و الأخيرة للشعر و لا شيء سوى الشعر ، هذا اللقاء الذي نظمته جمعية العمل الثقافي بالمضيق احتفاء بالشعر في يومه العالمي ، و تكريما لرائد من رواد الشعر المغربي و العربي الحديث ، الشاعر محمد الميموني ، عرف مشاركة شعراء مغاربة ممن جايلوا المحتفى به ، أو ممن تتلمذوا على يديه . افتتح سجل الشهادات الشاعر المغربي الكبير المهدي أخريف ، متحدثا عن بعض من محطات الحياة الإبداعية في كنف الشعر جمعته مع الصديق الشاعر محمد الميموني رفيق الشعر و الكلمة الجميلة داخل المغرب و خارجه . بدوره تناول الشاعر محمد الشيخي لحظات قوية طبعت مسيرته الشعرية كانت فيها أماسي الشعر رفقة الشاعر الكبير محمد الميموني تستأثر بالكثير من انشغالاتهم و خلوتهم ، أما الشاعرة إيمان الخطابي فقد كان إيمانها قويا بأن ما تعلمته من الشاعر محمد الميموني أثر كثيرا على نتاجها و جعل امتنانها عظيما له كشاعر و كأستاذ . الشاعر و الصحفي مخلص الصغير ، أخلص في شهادته و أطرب سمع الحاضرين بالكثير من المواقف و اللحظات القوية و الدالة التي شاءت الأقدار أن تجمعه بالشاعر الكبير محمد الميموني ، فكان فيها صديقا و تلميذا مخلصا لشاعر وفه حقه و دعم موهبته في بكورها . كلمة الشاعر محمد الميموني كانت حميمية و نوستالوجية بكل المقاييس ، اعتبر فيها أن من يستحق التكريم ليس هو كشاعر لأنه لم يفعل إلا ما كان مطلوبا منه فعله ، و أضاف أن الشباب الحاضر هنا في هذه الأمسية البهيجة رغم ملاهي الحياة العديدة هو الأجدر بهذا التكريم ، على حبه للشعر و على صدقه في المشاعر . كلمات التكريم كانت معبرة و مؤثرة شكلا و مضمونا في حق شاعر إفريقي يتقاسم مع " تشيكيا أوتامسي " و الشاعر " ليوبولد سيدار سونغور " عوالم الساحرة السوداء ، إنه شاعر إعتنق الكلمة منذ ما يزيد عن نصف قرن ، عاصر خلالها شعراء كبار ، كانت تحذوهم رغبة جامحة في قومة عربية بابها الشعر و مفتاحها سحر التعابير و الكلمات ، أزمنة و أمكنة بصمت حياته و وجدت تعبيرها الصارخ في قصائده الكثيرة و الجميلة ، في شعره تحضر رؤى ومواقف الخبير بالحياة و المطلع على كنهها و أغوارها ، كتب عن الطبيعة و الحب و الحياة و البقاء ، كتب عن الإنسان و المرأة و عن الطفولة و عتي الكبر ، إنه محمد الميموني شاعر شفشاون مدينة الصفاء و البهاء . روعة اللحظات زادت تأججا مع قراءات شعرية لأقلام شبابية مائزة تقطع خطوات الوصول للقمة بثبات كبير ، الشاعر فخر الدين العثماني و الشاعر منير برقاد ، الشاعرة أمينة الجباري و الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس ، كانت لهم إسهامات رفيعة الذوق و مرهفة الحس . لقاء الاحتفاء هذا كان مناسبة للإعلان عن نتائج مسابقة الإبداع الأدبي التي نظمتها الجمعية لاكتشاف مواهب الكلمة بالمدينة في جنسي القصة القصيرة و الشعر ، سلمت لهم جوائز تقديرية و تشجيعية ، مع تنويه خاص من لجنة التحكيم التي تكونت من الأستاذ عبد الرحيم الشاهد و الأستاذة الشاعرة إيمان الخطابي ، بالمزيد من العطاء و الإبداع مستقبلا ، فبدون إبداع تفقد الحياة طعمها ، و ما أضيق العيش لولا فسحة الشعر ... إنها حقيقة فصدقوها .