نظم اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين وتجمع مثقفي وفناني خان يونس حفلاً تأبينياً لرحيل القاص والروائي/ عثمان خالد أبوجحجوح في قاعة مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة خان يونس فيما احتشدت القاعة بالكتاب والمثقفين وشخصيات المجتمع المدني وممثلي الأحزاب والفصائل وعائلة الفقيد. وتحدث القاص/ غريب عسقلاني ممثل اتحاد الكتاب عن حياة الراحل أبوجحجوح معددا مناقبه ومفصلاً كتاباته الوطنية والإنسانية، وأضاف أن فلسطين فقدت عضوا بارزاً في الاتحاد وقلما حراً وعزيزاً لطالما حَلِمَ بوطنٍ على قدر الوطن. وتضمن الحفل قراءات نقدية في أدب عثمان أبوجحجوح حيث أوضح الأديب الدكتور/ محمد أيوب أن الراحل تربطه به علاقة صداقة قوية مشيرا إلى عزبة الصيادين على شاطئ بحر خان يونس – موطأ قدم الراحل، فيها تفتحت عيناه على البحر وبدأت علاقته بالكتابة، فكان البحر هاجسه الأول والأخير وتربعت صورته في مجموعاته القصصية. من جهته تحدث الأستاذ الدكتور/ نبيل أبوعلي أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية عن روايات الراحل وخصّ رواية "بعضاً من العشق" و"خبيزة البحر" مؤكداً أن عثمان ترك إرثا واضحا وبصمة جلية في الأدب الفلسطيني وكان محط أنظار الباحثين والدارسين في كتاباته. وأضاف الناقد أبوعلي أن أبوجحجوح أورث أولاده وأحفاده وصية في فاتحة روايته "خبيزة البحر" لكي يواصلوا المشوار من بعده. فيما أشار سائد عثمان أبوجحجوح نجل الأديب الراحل أن والده كان أبا مخلصا رقيقا وحنونا، أعطى الحياة كل ما يملك وقد هزمه المرض الممل وسبقته الرياحين إلى قبره لتجدّد له طعما آخر للحياة. من جهته عبّر الأستاذ المخرج/ نعيم نصر في كلمة تجمُّع المثقفين عن هم الكُتّاب ومعاناة المثقفين والفنانين في ظل الظروف الصعبة وانقسام شطري الوطن، ورثى الكاتب الراحل شاكرا في كلمته جمعية الهلال الأحمر ممثلة بمدير فرعها بخان يونس المهندس/ سفيان زيدان والتي أتاحت الفرصة لإقامة هذا الحفل. وفاضت عيون الحاضرين بالدموع لمدة خمسة عشرة دقيقة متواصلة عندما عرضََ تجمع مثقفي خان يونس فيلما وثائقيا يحمل اسم الأديب الراحل وأطلقوا عليه لقب "عاشق البحر" والجدير بالذكر أن هذا الفيلم يلخص حياة الأديب الراحل ويروي حبه للحياة وقد تم إنتاجه بجهود حثيثة من قِبل أعضاء التجمُّع الذين واصلوا الليل بالنهار من اجل إنجاحه علما بان الفنان/ رامي السالمي هو الذي أخرج الفيلم وقام بتأليف وتوزيع الموسيقى الفنان/ جبر الحاج والمونتاج لعبد الناصر عامر وكتب سيناريو الفيلم الشاعر والكاتب/ محمد السالمي. وفي النهاية تقدم عريف الحفل الشاعر/ توفيق الحاج بالشكر العميق لكل الحضور من كتّاب ومثقفين وخص بالذكر الذين تحمّلوا عناء السفر وجاءوا من مختلف أرجاء قطاع غزة في هذه الأجواء الماطرة لكي يشاركوا في استحضار صورة الأديب الراحل أبوجحجوح الذي كان مديرا مميزا في التربية والتعليم وكاتبا متألقا، غاب بجسده وما زالت روحه تحلق في فضاء الإبداع.