و تسألُني ليالي الصيفِ يا أستاذ ُ هل تهوى ؟ فقلتُ لها : اسألي قلبي و عيشي في معادنِهِ و ذوبي في تلاوتِهِ و سيري في مبادئِهِ و كوني وجهَهُ الحَسنا فؤادي بين أضلاعي هو الأشجارُ و الأوراقُ و الثمرُ الذي أعطى لكلِّ حمامةٍ وطنا على أحلى الصَّدى وطني سأجعلُ كلَّ أيَّامي إلى أيَّامِهِ سُفنا سأصنعُ مِنْ جواهِرهِ بأيدي المُخلصينَ غِنى سأدفعُ عن جوارحِهِ و عنْ شطآن ِ بسمتِهِ و عن أصدائِهِ المِحنا و مَنْ يهواهُ لم يُبصرْ بمرآة الهوى الوَهَنا فكمْ أعطتْ مآذنُهُ و كمْ صلَّتْ شواطئهُ و كم حجَّتْ لآلئُهُ و في محرابِ رايتِهِ أماتَ جمالُهُ الفِتنا و كلُّ العاشقينَ لهُ سينهضُ عشقُهمْ مُدُنا أتسألُني عن ِ العشَّاق ِ ما فعلوا ؟ فكلُّ العاشقينَ هنا على معناكَ قد أمسوا قناديلاً و قد أضحوا لكَ الأرواحَ و البَدَنا و كلُّ ضلوعِهمْ صارتْ لكَ الأزهارَ و الصلواتِ و الأحضانَ و السَّكنا و كلُّهمُ إذا سطعوا هُتافاتٍ فهمْ لو تعلمونَ أنا و حجمُ هواكَ يا وطني هيَ الأرقامُ لنْ تُحصَى ستُعجزُ ذلكَ الزمنا لأنكَ ساخنٌ جداً بهذا الحبِّ تسألُني ليالي الصَّيفِ عن روحي أتعرفُها ؟ عرفتُ الروحَ حينَ رأتْكَ يا وطني لكلِّ فضيلةٍ وطنا