في إطار فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان المغاربي للفيلم نُظمت صبيحة يوم الإثنين 12 أبريل الجاري ندوتان الأولى حول موضوع "السينما والموسيقى" والثانية حول "السرد في السينما". وقد شارك في الندوة الأولى كل من الموسيقي والممثل الفنان يونس مكري، وواضع موسيقى الأفلام محمد أسامة، وسير الندوة وقدمها الشاعر الزبير الخياط. وذكر يونس ميكري في البداية أنه تعرف على السينما والموسيقى معا وفي نفس الوقت وهو طفل من خلال السينما الهندية والمصرية اللتين كان الغناء والموسيقى حاضرين بهما.مضيفا أنه تعلم الموسيقى بعد فترة من احترافه الغناء وهكذا دخل ميدان الموسيقى التصويرية للأفلام. وقد اعتبر أن الموسيقى التصويرية شخصية قائمة الذات داخل الفيلم، إذ أن المخرج المغربي أصبح منذ بضع سنوات يُعطي للموسيقى التصويرية الأهمية التي تستحقها مستشهدا بتجربة مخرجين هما محمد مفتكر وكمال كمال، هذا الأخير الذي اختار أن تكون الموسيقى هي التيمة الأساسية لأفلامه. أما محمد أسامة وفي خضم الحديث عن تجربته قال أنه وهوصغير السن كان يحذف الموسيقى التصويرية للأفلام قبل مشاهدتها ثم يضيفها بعد ذلك، فيبدو له أن المعنى قد اختلف وتبدل مع الموسيقى وبدونها. مؤكدا أن المشاعر عالمية، ولهذا فهو لايُحبِّذ الحديث عن موسيقى مغربية لأفلام مغربية بل عن موسيقى عالمية لأي فيلم كيف ماكان. واسترسل في هذا السياق قائلا أنه حينما كان صغيرا لاحظ أن السينما المغربية ليس فيها تنوع من ناحية الموسيقى التصويرية بخلاف الأفلام العالمية، وقرر بسذاجة الطفل أن يُغيِّر هذا الأمر، وحينما تمكن من وضع موسيقى تصويرية لأفلام مغربية وجد نوعا من المعارضة من المخرجين المغاربة الذين كانوا يطلبون مني موسيقى "مغربية" صرفة، الأمر الذي لم يتفهَّمه، لأن الموسيقى عالمية وتعبر عن نفس المشاعر والحالات في كل بقاع المعمور. وأضاف أنه وبعد رجوعه للمغرب وجد مشكلا في الوقت القليل والغير الكافي الذي يتركه المخرجون لواضع الموسيقى التصويرية لكي يشتغل ، وتظل قللة قليلة من المخرجين هم من يدعونه يُرافقتهم منذ البداية كواضع موسيقى الأمر الذي يمكنه من الإبداع، وقد حدث هذا مع سعيد خلاف في فيلم "مسافة ميل بحذائي" وفي فيلم "الشعيبية" مع يوسف بريطل. وخلال النقاش اعتبر المخرج داوود اولاد السيد الموضوع المتناول مهما جدا لأنه سيدفع بالسينما المغربية للأمام، مؤكدا أن الموسيقى إن لم تكن شخصية في الفيلم فلا جدوى من إضافتها، لأنها ستكون شيئا زائدا فقط، واعتبر أنه لافرق بين الوثائقي والروائي من ناحية توظيف الموسيقى، مضيفا أن مسألة توظيف الموسيقى التصويرية في أفلامه يؤرقه كثيرا فمثلا في فيلمه "عود الريح" كانت هناك دقيقة ونصف فقط من الموسيقى ، مضيفا أن هناك بعض الأفلام تصبح فيها الموسيقى عبارة عن ضوضاء فقط، إذ للصمت نفسه في بعض الأحيان دلالاته ويعوض الموسيقى ولا يحتاج لها. أما ندوة "السرد الفيلمي" فقد كانت من تقديم الصحفي والشاعر مصطفى قشنيني وبمشاركة الناقد والباحث الدكتورعبد الرزاق الزاهير، الذي كان من بين أهم ما أكد عليه أن المصطلحات النقدية سافرت من عالم الأدب والنقد الأدبي لعالم النقد السينمائي، وهكذا يمكن القول من وجهة نظره أن النقد الأدبي هو المتحكم في النقد السينمائي، وأن المشتغلين على السرد الفيلمي لم يستطيعوا التخلص بعد من أدوات وأبجديات المشتغلين على السرد الأدبي. مضيفا أنه لاوجود لمجتمع إنساني خال من الحكاية، وأن هناك الآن عودة للكحي، ليس فقط في السينما لكن أيضا في الأدب.