إذا لم يتم اختيار أي فيلم مغربي للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الحالية (15) لأكبر مهرجان سينمائي دولي ينظم بالمغرب ، فالأمر لن يخرج عن أحد الإحتمالين التاليين : أولهما عدم اقتناع لجنة الإنتقاء بأي فيلم مغربي جديد ، وثانيهما الرغبة في تكسير قاعدة المشاركة الدائمة لفيلم مغربي في المسابقة . وهنا نتساءل : من له الصلاحية في اختيار الفيلم الممثل للمغرب في المسابقة ؟ وهل مسؤولية الإختيار هذه فردية أم جماعية ؟ وهل ينص قانون المسابقة على ضرورة تمثيل البلد المنظم في المسابقة الرسمية ؟ وما هي طبيعة وشروط هذه المشاركة ؟ ليس من المفروض أن يكون المغرب حاضرا في المسابقة إذا لم ينتج أفلاما لها قيمة فنية وفكرية . واختيار فيلم مغربي للمشاركة في هذه المسابقة يجب أن يكون جماعيا وليس فرديا ، وأن تعطى فيه الأولوية للأفلام التي حظيت بجوائز في مهرجانات دولية كبرى أو رحب بها النقد السينمائي داخليا وخارجيا أو تميزت بخصوصية ما على مستوى كتابتها السينمائية . الأفلام المغربية التي شاهدناها لحد الآن لم تخرج عن قائمة ما عرض بالدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (فبراير 2015) ، وهي أفلام جد عادية في معظمها ، بما في ذلك فيلم " أوركيسترا منتصف الليل " لجيروم كوهين أوليفر المعروض حاليا بالقاعات السينمائية (الفن السابع بالرباط نموذجا) ، مع بعض الإشراقات غير المكتملة (عايدة ، نصف السماء ، جوق العميين ) . ولعل المتميز منها بحرفيته العالية وكتابته السينمائية غير الخطية وعمقه الإنساني هو الذي حصل على الجائزة الكبرى بمهرجاننا الوطني أي " إطار الليل " لطالا حديد . وفي انتظار مشاهدة فيلمي هشام العسري (" البحر من ورائكم " و " جوع كلبك " ) وفيلم حكيم بلعباس " ثقل الظل " وغيرهما (ربما) من الأفلام الجديدة التي لم تعرض بعد ، يصعب الحسم فيمن له أهلية تمثيل المغرب في مسابقة مهرجان مراكش الدولي .