بعد صيام طويل عن المسرح، أفطر الفنان المتألق محمد خيي على مسرحية "فاكطوطوم" ليعود هذا الممثل المقتدر إلى معانقة الخشبة عبر مسرحية أقل ما يقال عنها انها تجربة أساسية في الأداء المونودرامي. المسرحية ألفها و أخرجها الفنان المتميز عبده جلال. وقدمت في عرضها الأول في اطار فعاليات مهرجان طنجة الدولي للمسرح بقاعة صامويل بيكيت وبحضور نخبة متميزة من الفنانين والنقاد وعموم الجمهور. وبمعزل عن الاداء الرائع لمحمد خيي، فإن اول ما يتضح لنا جليا عن قراءة النص اننا نجد أنفسنا بين أسلوبين مختلفين للكتابة : 1 - الكوميدي الذي يقترب من صنف الوان مان شو ببداية الموقف والسرد والتسائل والأجوبة المتعددة وأخيرا الخاتمة الغير مرتقبة. 2 - التراجيدي الذي يمتح من صنف المونودراما حيث الشحن النفسي والكلمة الوازنة المعبرة المختزلة للموقف والحالة. مسرحية "فاكطوطوم" اعتراف وبوح صريح حيث كل الحقائق تظهر كما هي غير منمقة ولا مزيفة. كل الأحداث تتسلسل كما سبق أن وقعت بدقيق تفاصيلها .أمكنة وأزمنة وأشخاص يستحضرون بأمانة ليبدأ الحكي وتكتمل القصة وتبدأ الفرجة. قصة الفاكطوطوم الشخصية المحورية في المسرحية الممثل والراوي الضحية والمتهم الحالم والصادق هذا هو الفاكطوطوم أوطو بيوغرافية وحكاية. مسار لم يختره بل قاده القدر إليه ليكون بطل قصته بلا منازع الفاكطوطوم أوسيرة حياة رجل لم يختر طريقه بل القدر فعل نيابة عنه لم يختر زمانه بل الزمان زحف إليه واحتواه لم يشأ أن يكون ما كان ولكن الأقوى منه صنع منه ما شاء. الفاكطوطوم سيرة حياة مواطن في وطن لم يختره وقانون لم يبدي يوما رأيه فيه وحكم نفد عليه دون حق الاستماع اليه.