نظمت جمعية آفاق ابزو للتنمية والثقافة والبيئة حفلا تكريميا دافئا للشاعر عبد الغني فوزي، وذلك بمقر دار الشباب بدء من الساعة الرابعة مساء من يوم السبت 20 دجنبر 2014. وقد سير اللقاء بمحبة وأريحية المبدع عبد اللطيف الهدار. افتتح اللقاء بكلمة رئيس جمعية آفاق عبد الكريم شكري مرحبا بالضيوف والحضور، عارضا دواعي الاحتفاء بالشاعر عبد الغني فوزي. وقد شارك في هذا الحفل التكريمي المحجوب عرفاوي بشهادة في حق المحتفى به نوه فيها بثقافة الاعتراف والإنصاف التي تأتي من جمعية في المغرب العميق، متسائلا عن الدور الثقافي الجديد الذي أخذ يلعبه هذا العمق لنشر الثقافة. كما عرض المحجوب عرفاوي لخصال الشاعر عبد الغني فوزي وسعيه الدؤوب لخدمة الثقافة والأدب، سواء في العمل الجمعوي دخل فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح، وفي جمعية التواصل سابقا أو في كتابة الشعر ونشر مقالات وكتابة أعمدة صحفية تتناول السؤال الثقافي بالخصوص. في المحطة الثانية قدم المحجوب عرفاوي ورقة حول التجربة الشعرية للمحتفى به، عبر دواوينه الثلاثة المنشورة، إضافة إلى كتابه الذي يجمع بعض الأعمدة والمقالات الصحفية. في ورقته، أشار المحجوب عرفاوي إلى تيمات الألم واليتم وسؤال الموت في ديوان ( هواء الاستدارة) مستندا إلى حقل دلالي معبر. وفي ديوان (آت شظايا من رسائلهم) رصد الباحث ثيمة الكتابة في بعدها التواصلي وفي بعدها النقدي الذي يفضح الاختلالات الاجتماعية. علاوة على سمة النزوع إلى التصوف، حيث تسافر اللغة نحو ذاتها وفي اتجاه الأقاصي متوسلة الحدس والخيال. وفي ديوان ( حطب بكامل غاباته المرتعشة) وقف الحجوب عرفاوي على ثيمة الرفض لواقع موبوء ولنوع من الكتابة أو القصيدة التي استنفذت شعريتها. في المقابل ، يدافع الشاعر في الديوان عن كتابة البياض الذي هو في حاجة إلى كتابة مغايرة. وقد خلص المحجوب عرفاوي إلى أن الشاعر عبد الغني فوزي ينطلق من حساسية شعرية جديدة، تروم رسم أفق شعري جديد، كما تروم تأسيس شعرية مفارقة. ختم الباحث ورقته بإشارات هامة إلى اختيار العناوين التي جعلها الشاعر فنا خاصا. كما أشار إلى الخاصيات الشعرية في دواوينه : البعد السردي الانزياحات اللغوية ،الصراع والتوتر، التقديم والتأخير... من جهته ،تقدم القاص والروائي محمد فاهي بشهادة في حق الشاعر عبد الغني فوزي إنسانا وشاعرا وجمعويا وإعلاميا، لاتثنيه خيبة مقيمة أو إحباط عابر عن زرع بذرة قصيدة أو مد خطو لفعل ثقافي. كما تقدم بورقة تتناول أهم سمات التجربة الشعرية لعبد الغني فوزي. ركز محمد فاهي على " شعرية البياض" ؛رؤيا تؤسس لكينونة القصيدة وأفقا قرائيا خاصا. وقد تناول مفهوم البياض: 1- كمعنى مرادف للقول الشعري في تمظهراته وإبدالاته من الصور والرموز والدلالات، كما في أبعاده الأكثر تواترا. 2- البياض مرادفا للذات، حيث تتخذ هوية الشاعر صورها من مرجعية البياض، تبعا لسياقات القول ومنطلقاته كصورة التشظي والصمت والظل...3- رؤيا البياض في مواجهة صورة العالم، إذ لا تتردد القصيدة في هدم أركانه بهجائية عنيفة ومستساغة. لكن القصيدة تؤمن بالمستقبل إيمانها بعودة النشيد الأول وعودة الطبيعة من عالم ( هو مجرد مرايا موصدة، مجرد صندوق للفصول، يعمه اللغط واللغو والحروب...). في المرحلة الثانية، تناول محمد فاهي خاصية الحفر في القصائد، حيث تتوالى القصائد مشكلة عوالمها الدلالية والجمالية المختلفة. لكنها في نفس الوقت تؤسس ذاكرتها الخاصة أو تناصها الداخلي، ناحثة آثارها في صفحة أخرى يمكن أن تكون القصيدة بالتعريف. كما أنها تشكل ذاكرة القراءة وصفحتها. وقد أثرى اللقاء بحضورهما المتميز الشاعرة عزيزة العميري والشاعر صالح البريني اللذين أتحفا الحضور بقراءات شعرية . قبل الاختتام، تناول الكلمة المحتفى به الشاعر عبد الغني فوزي، عبر فيها عن انطباعاته وبعض آرائه حول الثقافة، مستعرضا بعض المحطات في تجربته الابداعية وعلاقته بالكتابة. وقد توج الحفل بتقديم جوائز رمزية للمحتفى به من قبل جمعية آفاق. كما قدمت شهادات تقديرية للمشاركين في اللقاء التكريمي. وتجدر الإشارة إلى أن فقرات الحفل تخللتها معزوفات موسيقية على العود لفرقة الفوانيس بقيادة التروبادور أحمد القرقوري بمصاحبة الفنان الرقيق أمين أيت العكيد. وقد أبى الفنان أحمد القرقوري إلا أن يلقي كلمة جميلة بالمناسبة. وقد شارك الفنان محمد مداني بنجلون بتقاسيم وأغاني على القيثارة غاية في الرقة والجمال.