شهد مدرج الندوات بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، يوم الجمعة 11 يونيو 2021، تنظيم لقاء علمي تحت عنوان "النموذج التنموي الجديد: رؤى متقاطعة". خلال الجلسة الافتتاحية، رحّب السيد نائب العميد في البحث العلمي الأستاذ الدكتور أحمد الفرحان بالسيد رئيس جامعة ابن طفيل الأستاذ الدكتور عز الدين الميداوي، وبالسيد نائب رئيس جامعة ابن طفيل الأستاذ الدكتور محمد ضامر، وبالسيد عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الأستاذ الدكتور جمال الكركوري، وبالسيد نائب عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الشؤون البيداغوجية الأستاذ الدكتور فوزي بوخريص، وبالسيد مدير مركز الدكتوراه بجامعة ابن طفيل الأستاذ الدكتور عبد المجيد السليماني، وبالسيد المسؤول عن مركز الدكتوراه بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الأستاذ الدكتور عبد العزيز بلفايدة، وبالسادة والسيدة رؤساء الشعب بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبالسادة مدراء المختبرات وبالسادة الأساتذة، وبالطلبة وبكلّ الضيوف. بعد ذلك، تناول الكلمة السيد عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الأستاذ الدكتور جمال الكركوري؛ حيث رحب من جديد بالسيد رئيس جامعة ابن طفيل وبالوفد الإداري والتربوي البيداغوجي المرافق له، كما رحّب بهيئة الإدارة والتدريس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وكذا بجميع الطالبات والطلبة. وأكد السيد العميد بأنّ هذا اللقاء العلمي يأتي في إطار الدينامية العلمية التي أطلقتها جامعة ابن طفيل، والتي تتمثل في تنظيم عدة ورشات تحسيسية ودراسية حول النموذج التنموي الجديد، وأوضح السيد الكركوري بأن أهداف هذا اللقاء تتمثل في المساهمة في التعريف ببعض الجوانب التي تطرّق إليها النموذج التنموي الجديد والتي لها علاقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتسليط الضوء على أهم مخرجات هذا النموذج والمساهمة في التفكير حول سبل تنزيل هذا النموذج الجديد. وأبرز السيد العميد بأن صدور تقرير النموذج التنموي الجديد يُشَكل حدثا بارزا في بلادنا، يحمل في طياته عدة معاني. وأضاف السيد العميد بأن الجميع أقرّ بمحدودية النموذج الحالي للتنمية والتي حدّد التقرير أسبابها في أربع معيقات، هي غياب الانسجام بين الرؤية التنموية والسياسات العمومية، بطء التحول الهيكلي للاقتصاد جراء التكلفة المرتفعة لعوامل الإنتاج، محدودية قدرات القطاع العام في صياغة وبلورة خدمات عمومية سهلة الولوج وذات جودة، الشعور بضعف الحماية القضائية. واليوم، يقول السيد العميد، نتقدّم خطوة أخرى نحو الأمام؛ إذ يتوفر المغرب على وثيقة مرجعية عبارة عن خارطة طريق ترسم المسارات الإستراتيجية لمغرب الغد بناءً على أربع أسس فلسفية منها: التوازن بين الدولة والمجتمع، جعل الإنسان في صلب الاهتمام، تكييف الجهوية المجالية لتحقيق العدالة المجالية بين مختلف جهات المملكة، التكامل بين الدولة وجميع القطاعات الأخرى كالقطاع الخاص والمجتمع المدني. واستطرد السيد العميد قائلا بأن النموذج التنموي يطمح إلى تحقيق أهداف واضحة مسنودة بأرقام؛ وهي مضاعفة الناتج الخام حسب الفرد في أفق 2035، ضمان امتلاك على الأقل 90 في المئة من التلاميذ للتعلمات الأساسية، الرفع من معدل التأطير الطبي للملاءمة مع معايير منظمة الصحة العالمية، تقليص نسبة الشغل في القطاع غير المهيكل إلى حدود 20 في المئة، رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 45 في المئة ، الوصول إلى نسبة رضى المواطنين إلى 80 في المائة عن الخدمات التي تقدمها الدولة بصفة عامة، ولتحقيق هاته الأهداف يقترح النموذج التنموي الجديد آليتين لمواكبة تنزيل هذا النموذج؛ الآلية الأولى تتمثل في ميثاق وطني للتنمية تهدف إلى تكريس التزام كافة القوى الحية بالبلاد اتجاه أفق تنموي جديد ومرجعية مشتركة، الآلية الثانية هي آلية قيادية تُحدَث تحت إشراف جلالة الملك لتتبع وتحفيز الأوراش الإستراتيجية وقيادة التغيير. في كلمته بالمناسبة، عبّر السيد رئيس جامعة ابن طفيل الأستاذ الدكتور عز الدين الميداوي عن سعادته للدينامية العلمية الأكاديمية البيداغوجية المتواصلة التي تعيشها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقنيطرة، وتقدم بالشكر لكل مكونات الكلية من إداريين وأساتذة وطلبة على مجهوداتهم ، كما هنأهم على السبق الذي حظيت به هاته الكلية على الصعيد الوطني، بحملها لاِسم كلية العلوم الانسانية والاجتماعية. بعد ذلك انتقل السيد رئيس الجامعة للحديث على المنهجية التي رسمتها جامعة ابن طفيل بخصوص المنهج التنموي الجديد؛ إذ أوضح السيد الميداوي بأنه تم عقد اجتماع بسرعة فائقة مع السادة رؤساء المؤسسات، تم الاطلاع خلاله على خلاصة ومضمون التقرير في ظرف أربع وعشرين ساعة، ووجدنا، يقول السيد رئيس الجامعة، أنه لأول مرة الجامعة موضوعة في قلب النموذج التنموي الجديد، والتقرير يدافع على الجامعة ويقول بأنه لا تنمية دون وجود الجامعة في صحة جيدة، وأردف السيد رئيس الجامعة بأن الإشكاليات التي تعيشها الجامعة اليوم مرتبطة بعدم التطابق ما بين الأهداف الكبيرة لبلادنا والإمكانيات المالية والبشرية الموضوعة تحت تصرف الجامعات وفي نفس الوقت هناك مشكل الحكامة. وفي هذا السياق حث السيد رئيس الجامعة على تنظيم ورشات ولقاءات علمية للتوعية والتوصيل لمضمون النموذج التنموي الجديد، وذلك بقراءات سوسيولوجية وسياسية واقتصادية وتقديم اقتراحات وإضافات وتلقيحات، واستطرد السيد الميداوي قائلا بأن التحدي الإستراتيجي الذي ينتظرنا جميعا كمجتمع ونحن كجامعيين هو التنزيل. وفي الأخير تقدّم السيد رئيس الجامعة بالشكر للسيد عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الدكتور جمال الكركوري ولنائبيه في الشؤون البيداغوجية الدكتور فوزي بوخريص وفي البحث العلمي الدكتور أحمد الفرحان وللأساتذة والطلبة. بعد استراحة شاي، عرف هذا اللقاء العلمي، الذي أدار أطواره بكل اقتدار الأستاذ الدكتور عمار حمداش، عرض أوراق علمية لمجموعة من المتدخلين المنتمين لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل، كل من زاوية تخصصه العلمي الأكاديمي؛ المتدخل الأول الأستاذ بشعبة الفلسفة الدكتور أحمد الفرحان " تخليق الحياة العامة أساس تكريس مبادئ دولة الحق والقانون"، المتدخل الثاني الأستاذ بشعبة علم الاجتماع الدكتور فوزي بوخريص "النموذج التنموي الجديد ورهان إرساء نهضة تعليمية بالمغرب"، المتدخلة الثالثة الأستاذة بشعبة التاريخ والحضارة الدكتورة حفيظة الدازي "النوع الاجتماعي في النموذج التنموي الجديد"، المتدخل الرابع الأستاذ بشعبة الجغرافيا الدكتور عبد الصادق بلفقيه " إرساء جكامة جديدة للمجالات الترابية في إطار النموذج التنموي الجديد"، المتدخل الخامس الأستاذ بشعبة الدراسات الإسلامية الدكتور محمد بوطربوش " تجديد التكوين والبحث في الدراسات الدينية الجامعية أساس تعزيز قيم الكونية والمواطنة"، المتدخل السادس الأستاذ بشعبة علم الاجتماع الدكتور عبدالغني شفيق " الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ورهان التنمية بالمغرب: قراءة في تقرير النموذج التنموي الجديد".