تعتزم جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم تنظيم الدورة الثالثة لمهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب {مابين 18 و25 ماي 2014}. وهو المهرجان الذي أعلن عن هويته الفنية والجمالية مطلع السنة الفارطة. في ظل طموح المنظمين أن يبقى رهان "مسرح الجنوب" أفقا مميزا لتجربتهم ورؤيتهم التنظيمية. وفي الوقت الذي بدأ فيه المهرجان يكرس وجوده وسط جغرافيات المهرجانات المسرحية، تتواصل السلطات المحلية تكريس سياستها المتمثلة في إغلاق أبواب مركز الندوات والاستقبال أمام المهرجان، وهو المركز الذي ناضلت من أجل إحداثه، جمعية أدوار الى جانب العديد من الإطارات الجمعوية في المدينة. ومنذ إنشائه ظل المركز مغلقا في وجه المهرجان سواء في الدورة الماضية، أو في وجه بعض التظاهرات الفنية والثقافية الأخرى الوطنية والدولية، في حين سجلنا فتح أبوابه أمام بعض المجالس المنتخبة عندما تعلق الأمر ببعض الحفلات و"المهرحانات" التي طغى فيها بعد البهرجة وأصبح المركز غير رهين بأي أجندة افتتاح رسمي. وزاد التماطل والإقصاء الممنهج لدعم التظاهرة من إبراز الوجه الحقيقي للتعامل مع البعد الثقافي والفني في مدينة هي "عاصمة للجهة" كلميمالسمارة. في وقت ظل فيه هذا الدعم لا يخضع للمساءلة كلما تعلق الأمر ب"تظاهرات" يحضر فيها التوظيف "السياسوي". ونسجل هنا التراجع الغريب على تنفيذ الالتزامات والتي سبق أن عبرت عنها بعض الأطراف ويدخل ضمن اختصاصها توفير كل الشروط من إنجاح تظاهرة ثقافية وفنية كبرى تعطي الوجه الحضاري لبوابة الصحراء كلميم. في الوقت الذي نسعى في الدورة الثالثة لمهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب، أن نرسخ لطموح المهرجان بشكل جلي حتى تتميز هويته عن باقي المهرجانات المسرحية في العالم العربي وافريقيا. تنفتح الدورة الثالثة على تجارب تحاول ربط جسور حوار جمالي مغربي، عربي، افريقي من خلال أب الفنون. وهكذا تنتظم الدورة الثالثة في مدينة كلميم من 18 الى 25 ماي 2014، تحت اسم دورة الفنان المسرحي الحسين الشعبي، أحد الوجوه الفنية والإعلامية والنقابية التي أعطت الكثير للحركة المسرحية المغربية. كما تشهد الدورة الثالثة تكريم أحد الوجوه الفنية من المنطقة هو الفنان عبدالعزيز منتوك. المهرجان الذي من المفترض أن يحظى بدعم كل من ولاية جهة كلميمالسمارة المجلس الاقليمي لكلميم المجلس الحضري لكلميم، وزارة الثقافة مسرح محمد الخامس الصندوق الوطني للإبداع والتدبير. وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، يشهد تقديم عروض مسرحية من ليبيا ومصر والعراق الى جانب المشاركة المغربية. كما يشهد المهرجان تنظيم ندوة دولية حول موضوع المسرح وسؤال الهوية، وهي محاولة لتلمس سمات "هويات المسرح" وكيف بلورت التجارب المسرحية أسئلة الهوية ضمن انشغالاتها الجمالية، بمشاركة ثلة من الباحثين المغاربة. هذا الى جانب فقرات البرنامج المعتادة كالورشات التكوين الخاصة بتقنيات المسرح، وهذه المرة تهم الإدارة الفنية، إعداد الممثل والإلقاء، والسينوغرافيا. الى جانب تقديم المحتفى به، الفنان الحسين الشعبي، لدرس المسرح في محاولة لاستقصاء سؤال "المسرح الذي نريد؟"، ومن المنتظر أن تعرف الدورة الثالثة لمهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب افتتاح معرضا للكتب والإصدارات المسرحية. لقد كرست، ومنذ تأسيسها، جمعية أدوار للمسرح الحر حضورا للفعل الثقافي والمسرح في الساحة الثقافية المحلية واستثماره في إشعاع الإقليم استنادا على نهج تشاركي يسمح بتعبئة كل الطاقات المحلية و توظيفها ايجابيا، وتنويع الموارد المالية والمادية واستقطاب شركاء ذاتيين ومعنويين محليا ووطنيا والاستثمار الأمثل للبنيات الثقافية المتوفرة وتطوير أدائها لخدمة الفعل الثقافي الجاد. ومنذ ثلاث سنوات وجمعية ادوار للمسرح الحر تحاول جاهدة إعادة بناء الحركة المسرحية بالإقليم انطلاقا من تأهيل العنصر البشري الممارس عبر تكثيف الورشات التكوينية (ثلاث دورات تكوينية لحد الآن)، وإنشاء فرقة احترافية تحتضن مختلف المهن المسرحية، (حظيت هذه السنة بدعم وزارة الثقافة مسرحية "الريح" وتقوم حاليا بجولة في ربوع الوطن)، وتنظيم مهرجان للمسرح {مهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب} يعكس هوية المنطقة و يحقق إشعاعها. من هذا المنطلق، فإن جمعية أدوار للمسرح الحر لا تفهم كيف يتملص شركاؤها على المستوى المحلي من مسؤولياتهم فيما يخص مركز الندوات والاستقبال ويتقاذفون الكرة فيما بينهم غير قادرين على اتخاذ قرار واضح و مسؤول. إن السؤال الذي يطرحه العديد من المتتبعين للشأن الثقافي بالإقليم والكثير من الفاعلين الجمعويين بالمدينة هو عن هذا الجمود الذي يطال المنشآت الثقافية بالمدينة بل واستحواذ أحد مكونات ما يسمى بالمنظومة المحلية بسلطة القرار دون غيره. وبما أن التظاهرة الدولية تأسست بشراكة فعلية مع السلطات المحلية، وظل المهرجان يوسع قاعدة شركائه ويحظى بمزيد من ثقة السلطات الوصية على القطاع الثقافي والفني، فإننا لا نستوعب اليوم تراجع بعض المصالح المحلية عن التزاماتها المالية في وقت أعلن فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير الموجه الى الأمة على ضرورة إيلاء الثقافة والفنون الوضع التقدمي في صلب التنمية البشرية.