تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفي إطار التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني، أشرفت السيدة ثريا جبران اقريتيف، وزيرة الثقافة، رفقة السيد عبد الرحمان السعيدي مدير مؤسسة "ميموآرت"، بعد زوال يوم الأحد 1 مارس 2009، بمقر المؤسسة بالدار البيضاء، على المزاد العلني الذي خصص لبيع مجموعة من اللوحات التشكيلية التي أبدعها 87 فنانا مغربيا دعما للشعب الفلسطيني. وقد أكدت السيدة الوزيرة في افتتاحية الكتاب الخاص بالتظاهرة أن هذه المبادرة التآزرية تكرس، مرة أخرى، انتساب المغرب بكل مكوناته للدم الجوهري الذي يبقي فلسطين، ومن ضمنها غزة، حية وشامخة في زمن هذا العالم. كلمة السيدة ثريا جبران اقريتيف وزيرة الثقافة بالمناسبة قلب واحد وموحّد في سياق تضامن المغرب، رسميا و شعبيا، مع أشقائنا الفلسطينيين إثر الاجتياح الإسرائيلي الغاشم لقطاع غزة، وإسهاما رمزيا في دعم جهود المساندة المفتوحة لإعادة إعمار القطاع، وتعبيرا تلقائيا عن الموقع العالي لفلسطين في وجداننا الوطني وذاكرتنا الثقافية، يبادر عدد كبير من الفنانين التشكيليين المغاربة، الذين حضر كثير منهم الأمسية التضامنية مع غزة التي سبق للوزارة و المبدعين المغاربة أن نظموها بمسرح محمد الخامس في منتصف يناير المنصرم، إلى إهداء لوحاتهم للبيع في مزاد علني سيوجه ريعه بالكامل لدعم القطاع الصامد. ولا يسعنا، في غمرة استنكارنا و شجبنا للدمار المروع الذي طال البشر والشجر والحجر في غزة، إلا أن ننوه بالحضور المكثف والوازن للمبدعين والفنانين المغاربة بمختلف مشاربهم وأطيافهم في الأمسية التضامنية المذكورة، مما اعتبرناه ونعتبره حلقة جوهرية أخرى في المسار التاريخي لهذه العروة الوثقى التي تشدنا إلى فلسطين بكيانها الجغرافي الكامل، وإلى عاصمتها القدس التي يرأس جلالة الملك محمد السادس حفظه الله لجنتها، وهي المدينة الرمز التي نعتز بالاحتفاء بها عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة. ولسنا بحاجة إلى التأكيد هاهنا على أن هذا المزاد العلني لا يعني مطلقا مزايدة في المشاعر، لأن القلب المغربي واحد وموحّد في هذه القضية، كما في كل القضايا المصيرية الوطنية والعربية. فنحن واثقون من أن الدافع الأوحد لذوي الأريحية الذين سيسارعون إلى اقتناء هذه اللوحات إنما هو حرصهم النبيل على الانخراط في حركية المساندة المتجردة من كل الاعتبارات الشخصية، شأنهم في ذلك شأن الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا اللوحات أو وهبوها تلبية لنفس المقاصد النبيلة والمتجذرة في عمق المغرب قيادة وشعبا، دونما رغبة من طرفهم أو من طرفنا في وزارة الثقافة في البرهنة على التزام تاريخي لا يحتاج إلى برهان. لذلك، بدل صيغ الشكر التقليدية، وما وراء تعبيرات الامتنان، أود أن أقول للفنانين والمقتنين على السّواء، ولكل الذين سهروا ويسهرون على العملية التضامنية المفتوحة، أن هذه المبادرة التآزرية تكرس، مرة أخرى، انتساب المغرب بكل مكوناته للدم الجوهري الذي يبقي فلسطين، ومن ضمنها غزة، حية وشامخة في زمن هذا العالم