احتفاء بالقاص المصطفى كليتي وتخليدا للذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب المغربي محمد زفزاف، نظمت جمعية ""زفزاف للتنمية والثقافة والإبداع" بسوق أربعاء الغرب، يوم الثلاثاء 30 يوليوز 2013 بمؤسسة "الريان" للتعليم الخصوصي، حفل تقديم وتوقيع مجموعة "تفاحة يانعة وسكين صدئة" بحضور ثلة من المبدعين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي. كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، عندما أعلن الأستاذ عز الدين الشرقاوي (رئيس الجمعية) عن انطلاق فعاليات الحفل، مرحبا بكل الوجوه التي لبت دعوة الجمعية، ثم أعطى الكلمة للأستاذ عبد الله دقاقي (عضو الجمعية) رحب فيها بالنقاد والمبدعين الذين قدموا من مدن مختلفة من أجل الاحتفاء ب"تفاحة يانعة وسكين صدئة" وبالقاص المصطفى كليتي، كما رحب بالفعاليات السياسية والمدنية المحلية والوطنية. مؤكدا على أن الاحتفاء بذكرى رحيل الكاتب المغربي محمد زفزاف هي مناسبة دأبت الجمعية على تنظيمها لاستحضار هذه القامة الإبداعية التي بصمت اسمها في المشهد الأدبي الوطني والعربي والعالمي، وأن الاحتفاء بالقاص المصطفى كليتي هو اعتراف بأحد أقلام المدينة ومكانته الإبداعية في المشهد الثقافي، ومناسبة للتعريف بالطاقات الإبداعية المحلية وتحقيق التواصل بين المبدعين. وقد شارك في الجلسة التقديمية القاص رشيد شباري (طنجة) بورقة عنونها ب: «أسئلة التجنيس وحدود التجريب في القصة القصيرة جدا "تفاحة يانعة وسكين صدئة" نموذجا»، تساءل فيها عن إمكانيات العبور نحو شعرية النثر من خلال نصوص المجموعة، خاصة وأنها تتميز ببنية جمالية وإيقاع داخلي وصور شعرية وانزياحات موغلة في الغرائبية، مشيرا إلى أن الومضات السردية تهتدي بمنارات الشذرة الشعرية في انزياحاتها وأنساقها الإيقاعية. كما تساءل عن حدود التجريب في الكتابة القصصية وإلى أي حد يمكن المضي في التجريب ضمن نطاق نفس الجنس الأدبي وكيف يمكن ممارسة الخرق الأدبي في إطار الجنس نفسه أم أننا إزاء جنس أدبي مغاير ومحايث في نفس الوقت. وتطرق الناقد أحمد الجرطي (القنيطرة) في ورقة معنونة ب: «"تفاحة يانعة وسكين صدئة" دراسة التيمات والتخييل»، إلى محورين: "جدل التيمات والرؤى" ركز فيه على استجلاء التيمات التي اكتنزت بها هذه المجموعة القصصية ممثلة في تفكيك المركزية الذكورية، ومساءلة ما هو معيش ومجتمعي وهامشي، فضلا عن انتقاد بشاعة الحرب ومأساويتها لاستشراف عالم أجمل. ومحور ثان: "دينامية التخييل والتشكيل الفني" تحدث فيه عن أهم العناصر التي ساهمت في إثراء بعدها التخييلي، وتفردها فنيا كشعرية اللغة والتكثيف والتناص والمفارقة. واختتمت الجلسة التقديمية بكلمة القاص المصطفى كليتي، شكر فيها جمعية " زفزاف للتنمية والثقافة والإبداع"، على هذا الاحتفاء الجميل، وشكر الأساتذة الذين ساهموا في الجلسة التقديمية بقراءاتهم الرصينة ومقالاتهم الحصيفة، كما شكر المبدعين الذين قدموا من مدن مختلفة من أجل المشاركة في هذا الحفل، وحيى الحضور البهي. واحتفاء بالقاص المصطفى كليتي وب "تفاحة يانعة وسكين صدئة" تناوب على منصة الإلقاء ثلة من الشعراء والقصاصين: المصطفى كليتي (القنيطرة)، سعيد الفلاق (كلميم)، العربي فرتات السايح (سوق أربعاء الغرب)، محمد الشايب (مشرع بلقصيري)، حميد الراتي (سوق أربعاء الغرب)، فاطمة الزهراء المرابط (أصيلة)، ثريا بدوي (مشرع بلقصيري)، سارة رشاد (سوق أربعاء الغرب)، عبد الله التويس (سوق أربعاء الغرب)، عبد القادر الدحمني (سوق أربعاء الغرب)، وقد تخلل الحفل مشاركة الثنائي أسامة شدوف وسعيد احميمو (سوق أربعاء الغرب) بوصلات غنائية وعرض شريط بعنوان: "المصطفى كليتي فيض من الإنسانية والإبداع". وقد عرف الحفل حضور ثلة من المبدعين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي الذين قدموا من مدن مختلفة من أجل الاحتفاء بالقاص المصطفى كليتي. وإن كان الأستاذ أسامة الصغير قد أعلن عن اختتام فعاليات الحفل بتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين وتوقيع المجموعة وسط الصور التذكارية، فإن جسور التواصل مع عشاق الكلمة الدافئة ظلت ممتدة إلى ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء، لتسجيل لحظات إبداعية ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة مبدعي سوق أربعاء الغرب.