شهدت القاعة الكبرى للخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة مؤخرا، تنظيم لقاء جديد من اللقاءات الشهرية”أكسون سات” التي تستضيف نجوم السينما من مخرجين وممثلين وغيرهما. وكرم لقاء شهر ماي، في سمر سينمائي رمضاني قدمه المصطفى الصوفي المخرج والمنتج بوشعيب السعودي، وذلك في أمسية بهية، تابعها عدد من المهتمين، تقاسم مع المخرج الكثير من اللحظات والمحطات المضيئة في المسيرة الفنية للمسعودي، الذي عرف كيف يصنع من عالم العلوم عالما للفن والسينما والحلم والإبداع. وتم بالمناسبة، التي قدم فيها المخرج والإعلامي مجاهد جبير شهادة في حق المحتفى به، تقديم فيلمه الوثائقي القصير” أسير الألم”، وهو الفيلم الذي عرض في الكثير من المهرجانات الوطنية والدولية وتوج في مناسبات عدة ابرزها، حصوله على الجائزة الكبرى بالدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم بدلهي بالهند. ويعالج هذا الفيلم الذي شكل محط نقاش، ومادة سمة للجمهور في لقائه مع المسعودي، قصة مؤثرة لعبد السلام الذي اقعده مرض الروماتيزم، بعدما كان طفلا معافا، وكيف تعايش مع المرض، وسط عائلته التي تحدت الصعاب وظروف الفقر، من اجل حياة ابنهم، ليتحول الم المرض، الى امل في الحياة، وهو ما ترجمته الكثير من المشاهد الفيلمية أبرزها إطلالة البطل من شرفة المنزل، وهو يراقب العالم ويتنفس هواء نقيا، فكان يبدو حرا كطائر يطير في سماء الأحلام. وعرج المسعودي وهو طبيب متخصص في أمراض الروماتيزم والعظام، الذي كان يرد على تساؤلات الجمهور على كثير من المحطات، التي ميزت حياته الفنية، انطلاقا من إدارته الفنية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، مرورا بتأليفه لكتاب”الوثائقي اصل السينما”، والثقافة الطبية في السينما، وبكتابات أخرى، وبانجاز فيلم”اسير الالم”، وكذا فيلم “امغار”، وهو فيلم وثائقي يحكي قصة شخصية ذات جاه في إحدى قبائل الأطلس. واكد المسعودي بالمناسبة انه سيظل طبيبا، لكن عشقه للسينما وخاصة الوثائقية لن يتوقف، معربا عن استعداده لانجاز فيلم روائي طويل مستقبلا، يجمع فيه كافة الطاقات الفنية والإبداعية بمدينة خريبكة من ممثلين وتقنيين وكتاب سيناريو، على اعتبار ان العمل السينمائي الناجح هو عمل جماعي تتشارك فيه الرؤى والأحلام لكن لكل بصمته.