يهل علينا شهر رمضان بنفحاته وبركاته وإشراقاته النورانية ، ولا شك أن طاقتك الروحية تزداد في رمضان اضعاف ما تفعله في غير رمضان حيث تتذكر أنك في افضل شهور السنة، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر. وفي هذا الشهر الكريم يحيا الإنسان في ظلال الروحانية حيث يقل لغو الكلام ، وتزول آثار كثرة الطعام ويكون القيام موضع المنام ويقضي وقت السحر في الإستغفار والذكر داعياً لاجئا إلي الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه بأن يقبل صيامه ويجعل هذا الشهر الكريم زاداً ودفعة قوية إلي تغيير النفس وإصلاحها. وما نحياه في هذه الأيام …ثورة بكل معانيها.. ثورة علي كل ماهو فاسد وباطل التي تكمن في أعمق معانيها الدعوة إلي التغيير. وتتحسن حياتنا عندما نقدم علي التغيير.. وأهم خطوات التغيير صدقك مع نفسك. قال الله تعالي:- “إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم “ {الرعد: 11} والتغيير ينبع من النفس ويتجلي في الذات الإنسانية وما تقوم به من أعمال مما يشير إلي أن هناك إختلافاً بين النفس والذات الإنسانية. فالنفس هي طاقة موجهة نحو سلوك إما في طريق الخير أو الشر. أما الذات الإنسانية فهي تلك المنظومة المتكاملة التي يتكون منها الإنسان من روح وجسد وفكر وقلب وعقل. ويُعد قانون التغيير إحدي قوانين النجاح الذي يرتكز علي عدم القبول لأن تكون سجيناً لأي ظروف أو مواقف, وإنك تستطيع أن تغير حياتك من خلال تغيير النفس ومراقبة الذات وهي سنة إلهية جعلها الله قانونا في الحياة. وأولي ركائز التغيير هو التصالح مع أنفسنا من خلال عقد النية بالتغيير المصحوبة بالإرادة والرغبة في الإبتعاد عن كل ماهو آثم ويبعدنا عن طريق الله والدعاء إلي الله بأن يهبنا نور البصيرة ثم العزم علي التوكل عليه وسلك الطريق الصالح الذي يحقق لنا الأمن والأمان فنحيا في إمتتنان لله وتصالح مع النفس وتغيير يقودنا إلي النجاح. ولشهر رمضان وروحانياته وإشراقات النفس التي تنبع من نورانية القرآن العظيم فرصة للتغيير بدءا من الصدق مع النفس وإنتهاء بنموذج خلقي كما علمنا الله ورسوله فيمُن الله علينا بحياة آمنة مطمئنة تهب لنا السعادة التي نصبو إليها. د. ناهد الخراشي الكاتبة والمحاضرة في العلوم الإنسانية عضو الهيئة الإستشارية العليا مجلس علماء ومبدعي مصر والعرب