لا أعرفه معرفة شخصية، لم ألتقي به من قبل، جاهل بعوالمه الشعرية والإبداعية عامة، لأنني لم اقرأ له إلا رواية واحدة قبل مدة، وهي رواية “شراك الهوى”، لكن موته فجعني، لأنه موت عبثي لا يمكن أن يحدث إلا في الأفلام الكوميدية السوداء، أن يموت أديب بصعقة كهرباء في خيمة/سرادق احتفالا بعيد الكتاب، وأمام جمع من عشاق الفن والأدب، فهي المصيبة التي لا تقبل التبرير أو العزاء، إنها مصيبة المصائب في بلد مغرب النماء، بلد يحتل فيه الشعراء والأدباء عامة، مكانة مرمية في جوانب مخفية من ذاكرة بلد، لا يريد القائمون على شؤونه الثقافية والفنية، أن يكون للأدباء والفنانين مكانة حقيقية، ولا حتى مكانة رمزية، مكانة يستحقونها بالنظر لمواهبهم العالية وأدوارهم الطلائعية في صون ذاكرتنا الأدبية، وإغناء ذائقتنا الفنية، وترسيم مكانتنا بين الأمم المعروفة بتراثها وتقاليدها الأدبية. مات الشاعرالأديب، أمام من يحب الشعر والشعراء ويقف احتراما للأدب والأدباء، في غياب تام لمن المفروض فيهم حماية القول والخلق والنماء الأدبي والفكري، أو على الأقل توفير لهم سبل الحياة. مات صديق أصدقائي، تاركا غصة في نفوسهم ونفسي، ونفوس كل من يحب الوطن وأبناء الوطن الموهوبين الودودين.. مات الشاعر على أرض لا مكان فيها للشعراء والأدباء، مات فوق تربة لا تصون من يحمل قلبا رهيفا وذوقا رفيعا ووطنا حقيقيا بين جوانحه… لا عزاء لنا، بعد موت محسن آخريف، إلا في الصمت، و انتظار موت تال، وشعراء مصعوقين بالكهرباء واكراهات الوقت المقيت، والمواقف الإدارية التي تقلل بكل جهل من أدوارهم، في بناء مغرب ديموقراطي حداثي .. الحاصول: مات والسلام.